أيهما أكثر فائدة.. الزبدة أم السمن؟
لطالما كانت الزبدة محط جدل كبير في مجال التغذية. فبينما يعتبرها البعض غذاءً شهيًا وأساسيًا، يراها آخرون خطرًا على الصحة بسبب محتواها العالي من الدهون المشبعة. تحتوي الزبدة على مجموعة من الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A، D، E، وK، لكنها ليست مصدرًا غنيًا لهذه العناصر مقارنة بمصادر غذائية أخرى.
يؤكد خبراء التغذية، مثل البروفيسور إيكافي جورجوسوبولو من جامعة كانبيرا الأسترالية، أن الزبدة توفر بعض العناصر الغذائية، ولكن لا يُنصح باعتبارها جزءًا أساسيًا من نظام غذائي متوازن. في الوقت نفسه، تناولت العديد من الدراسات الحديثة تأثير الزبدة على الأمراض المزمنة وصحة القلب.
الخصائص الغذائية للزبدة
تحتوي الزبدة على نسبة عالية من الدهون، حيث تمثل الدهون المشبعة حوالي 7.29 جرام لكل حصة. كما تحتوي على كميات أقل من الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة. توفر هذه الدهون طاقة وتلعب دورًا مهمًا في امتصاص العناصر الغذائية، لكن استهلاكها بكميات كبيرة يمكن أن يزيد مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
الزبدة مقابل السمن النباتي
ظهر السمن النباتي في نهاية القرن التاسع عشر كبديل للزبدة، ومنذ ذلك الوقت، استمر النقاش حول أيهما أفضل للصحة. بينما تحتوي الزبدة على دهون مشبعة ترفع مستويات الكوليسترول، يحتوي السمن على دهون غير مشبعة، وقد تم تعديل تركيباته في السنوات الأخيرة لتقليل الدهون المتحولة المرتبطة بمخاطر القلب.
الدكتورة ماري فلين من جامعة براون ترى أن الزبدة قد تعرضت للانتقاد المفرط لصالح السمن النباتي، الذي تصفه بأنه طعام معالج بشكل مفرط. وتضيف أن أكسدة الأحماض الدهنية في السمن قد تكون أكثر ضررًا من الزبدة. ومع ذلك، ينصح معظم الخبراء بالاستهلاك المعتدل للزبدة، بما لا يزيد عن ملعقة أو ملعقتين كبيرتين يوميًا.
تأثير الزبدة على صحة القلب
تاريخيًا، اتُهمت الزبدة برفع مستويات الكوليسترول وزيادة مخاطر أمراض القلب. في فنلندا، انخفض استهلاك الزبدة بنسبة 75% خلال العقود الأربعة الماضية، مما أدى إلى انخفاض كبير في وفيات أمراض القلب.
ومع ذلك، تشير دراسات حديثة، مثل دراسة وبائية شملت 630 ألف مشارك، إلى أن الزبدة ليست مرتبطة مباشرة بأمراض القلب، وأنها أكثر صحة من السكر والنشويات، لكنها أقل فائدة من زيوت الطبخ مثل زيت الزيتون أو فول الصويا.
أيهما أكثر فائدة.. الزبدة أم السمن؟
الزبدة ليست غذاءً مضرًا إذا استُهلكت باعتدال. وبينما يعتبر السمن خيارًا أقل دهونًا، يظل النقاش مستمرًا حول فوائده وأضراره، مما يتطلب اختيارًا غذائيًا متوازنًا يناسب احتياجات الفرد الصحية.
تعليقات