الاختيار اختيارك.. خبراء يكشفون الفرق بين الثانوية والبكالوريا


تكثر التساؤلات مؤخرًا بين أولياء الأمور والطلاب حول النظام الأنسب للمرحلة الثانوية، خاصة مع طرح نظام “البكالوريا المصرية” كبديل حديث ومطور لنظام الثانوية العامة التقليدي، والسؤال الأبرز على الساحة الآن، وهل يواصل الطلاب مسارهم عبر الثانوية العامة التقليدية، أم يخوضون تجربة نظام البكالوريا الجديد الذي يعِد بمنظومة أكثر مرونة وعدالة؟.

وفي هذا التحقيق، نستعرض مميزات النظامين، بناءً على آراء تربويين وخبراء التعليم، ونوضح أبرز ما يميز البكالوريا المصرية.

وفي هذا الشأن، علق الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، قائلًا:يقع الكثير من الطلاب وأولياء الأمور في حيرة الاختيار ما بين نظامي الثانوية العامة والبكالوريا، ويزيد من هذه الحيرة وجود بعض الأفراد أو الجهات التي تثير المخاوف لديهم من النظام الجديد.

وقد دفعت هذه المخاوف وزارة التربية والتعليم إلى إطلاق سلسلة من الفيديوهات التوعوية لتوضيح مزايا البكالوريا والإجابة عن كل الأسئلة الشائعة المتعلقة بها.

وأشار الدكتور تامر شوقي إلى أن نظام البكالوريا يتمتع بعديد من المميزات مقارنة بالثانوية العامة، أبرزها:

• أن عدد المقررات الدراسية الأساسية في البكالوريا هو 6 مقررات فقط موزعة على سنتين، في حين أن عدد مقررات الصفين الثاني والثالث الثانوي في النظام التقليدي يصل إلى 11 مقررًا.
• هذا التوزيع يساعد في تقليل الضغوط الدراسية الواقعة على الطلاب، ويتيح لهم فرصة التعمق في المواد التي يدرسونها.
• كما يمنح النظام الجديد الطالب مرونة كبيرة، حيث يُمكنه الجمع بين مسارين دراسيين بعد الانتهاء من مساره الأصلي، مما يوسع من فرص التحاقه بالكليات التخصصية في كلا المسارين.
• كذلك، يتيح نظام البكالوريا إمكانية التحسين في أي مقرر برسوم رمزية لا تتعدى 200 جنيه للمادة الواحدة.

وأوضح شوقي أن من مميزات النظام أيضًا أنه يقدم نفس المقررات العلمية التي يتم تدريسها في شعب الثانوية العامة التقليدية، ولكن يتم توزيعها على عامين دراسيين، مع إضافة مقررات أخرى أكثر ارتباطًا بسوق العمل والتخصصات الحديثة في الجامعات.

ورغم هذه الإيجابيات، أكد شوقي أن هناك تحديات تواجه تطبيق نظام البكالوريا، مثل:
• مدى توافر النماذج الاسترشادية والامتحانات المتصلة بمقرراته الجديدة.
• ومدى جاهزية المعلمين لتدريس هذه المقررات بشكل فعّال.
• كما أن الجمع بين المسارات واستغلال فرص التحسين الأربع المتاحة للطالب، قد يقتضي منه قضاء سنة دراسية إضافية.

نظام البكالوريا يقضي على ظاهرة الدروس الخصوصية 

وبحسب تصريحات الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، فإن نظام البكالوريا مر بعدة مراحل من “الفلترة والتعديل”، بدأت بالاستماع لآراء الخبراء في الإعلام، ثم مناقشة مستفيضة في مجلس النواب، أُجري على إثرها تعديلات تضمن توافق النظام مع طموحات الطلاب وأسرهم.

وأوضح، أن أهم ما يميز البكالوريا هو الحرية الأكاديمية الموسعة التي يحصل عليها الطالب، بدءًا من اختيار النظام نفسه، ثم اختيار المسار من بين 4 مسارات مختلفة، وأخيرًا اختيار مادة من مادتين للتخصص في الصف الثاني الثانوي، وهذه الحرية تعزز من الشغف الأكاديمي الحقيقي، حيث يتعلم الطالب بدافع الفضول والرغبة، لا لمجرد تحصيل الدرجات، كما هو الحال في النظام التقليدي.

وأكد على أن نظام البكالوريا يعتمد على تعدد فرص التقييم، ما يعني تقليل الاعتماد على الامتحان النهائي كمقياس وحيد، ويتيح ذلك للطلاب التعلم وفقًا لقدراتهم الشخصية وسرعتهم، ويقلل من الضغط النفسي والقلق الملازم لطلبة الثانوية العامة.

وأشار، أن النظام الجديد يفتح المجال أمام الطلاب لدراسة مسارات جديدة بعد الانتهاء من المسار الأول، ما يوفر مساحة من الطمأنينة عند اتخاذ القرار الأكاديمي، كما يمكن الجمع بين تخصصات مثل الأحياء والرياضيات، مما يعزز التكامل المعرفي والتفوق في التخصصات البينية.

وبحسب الدكتور حجازي، أن واحدة من أبرز مزايا النظام، هي القدرة على تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية، فتنوع التقييمات يسمح للطالب بتدارك نقاط الضعف تدريجيًا، دون خوف من امتحان نهائي مصيري.

ويُتوقع أن يسهم النظام الجديد في الحد من ظاهرة تكدس طلاب الشعبة الأدبية في كليات لا يرغبون بها، بعد أن فاتهم التنسيق بسبب مجموع غير مرضٍ، إذ يوفر نظام البكالوريا مسارات متعددة تعكس قدرات وميول الطلاب بشكل أكثر دقة.

 أستاذ مناهج.. 70% من الأسر اختارت البكالوريا وهناك إقبال واسع وثقة بالنظام

بينما علق الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، لموقع “كشكول”، على أن تطبيق نظام البكالوريا جاء اختياريًا وليس إلزاميًا، حيث يحق لأولياء الأمور تحديد النظام الأنسب لأبنائهم، سواء البقاء على النظام التقليدي الذي يقسم الطلاب إلى “علمي” و”أدبي”، أو اختيار نظام البكالوريا الذي يعتمد على مسارات تخصصية حديثة.

يتضمن نظام البكالوريا المصرية أربعة مسارات رئيسية، هي:

العلوم الهندسية والحاسب الآلي

العلوم الطبية وعلم الحياة

قطاع الأعمال

الآداب والفنون

ويتيح هذا التنوع للطالب اختيار التخصص الذي يناسب ميوله وقدراته، مع إمكانية الجمع بين مسارين لتوسيع فرص الالتحاق بالجامعات.

وقدمت وزارة التعليم دليلًا إرشاديًا يوضح تفاصيل كل مسار، المواد المؤهلة له، وآلية الامتحانات والتقييم، حيث يعتمد النظام على 4 فرص امتحانية للطالب (فرصتين في الصف الثاني، وفرصتين في الصف الثالث)، ويُحسب له أعلى درجة في كل مادة.

في حال رغب الطالب في تحسين درجته، يمكنه إعادة الامتحان برسوم زهيدة لا تتجاوز 200 جنيه فقط للمادة، ما يتيح فرصة عادلة لجميع الطلاب لتحسين مستواهم الأكاديمي دون عبء مالي كبير.

قبل أداء امتحانات الشهادة الإعدادية، يُطلب من ولي الأمر تقديم تعهّد كتابي باختيار أحد النظامين (التقليدي أو البكالوريا) لأبنه أو ابنته، ما يضمن وضوح الرؤية مبكرًا ويمنح الطالب الاستقرار في مساره التعليمي.

وأشار الدكتور شحاتة، إلى أن أكثر من 70% من أولياء الأمور أبدوا رغبتهم في التحول إلى نظام البكالوريا، لما يوفره من مسارات جديدة تتوافق مع سوق العمل، وفرص متعددة للنجاح، ومرونة في اختيار المواد والتخصصات.

وأشاد شحاتة، بوزير التعليم الدكتور محمد عبد اللطيف، مؤكدًا أنه “جاء من الميدان ويعمل من الميدان”، وأن قراراته تعكس توجهات القيادة السياسية لاحترام رأي أولياء الأمور، مما جعل قرارات الوزارة محل ترحيب وقبول واسع من المجتمع التعليمي.


نقلاً عن : كشكول

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *