“الصفقة المثالية”.. لماذا لم ينتقل نايف أكرد إلى كبار أوروبا

“الصفقة المثالية”.. لماذا لم ينتقل نايف أكرد إلى كبار أوروبا

بعد فترة صعبة في وست هام ومرحلة انتقالية لامعة في ريال سوسيداد، انتقل المدافع الدولي المغربي نايف أكرد إلى مارسيليا لإعادة الاعتبار لنفسه من بوابة فريق الجنوب الفرنسي.

عاد المدافع الدولي المغربي نايف أكرد إلى الدوري الفرنسي الذي انطلقت منه مسيرته الاحترافية في أوروبا باحثاً عن مساحة تألق في موسم عامر بالأحداث لابن مدينة القنيطرة في المغرب.

بعد تألقه اللافت في بداياته مع نادي الجنوب الفرنسي، خطف أكرد الأضواء وبات حديث وسائل الإعلام في فرنسا، إذ نال الثناء من صحيفة “Lequipe” التي وجّهت البوصلة صوب مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي الذي كان له الفضل في إطلاق مسيرة اللاعب الاحترافية في سن الـ 17 عاماً رفقة نادي الفتح الرياضي.

وطرحت الصحيفة سؤالاً مهماً على الركراكي: بعد كأس العالم المذهلة نهاية 2022.. لماذا لم ينضم المدافع المغربي (أكرد) إلى أقوى الأندية الأوروبية كما كان متوقعاً؟

وقال الركراكي في تصريحاته للصحيفة الفرنسية: “بطبيعة الحال، كان هناك بعض المشاكل البدنية، مثل كسر الكاحل الذي استلزم إجراء عملية جراحية، وكاد أن يتسبب في غيابه عن قطر (كأس العالم 2022)”.

وأضاف: “لم يكن يشعر بالضرورة بالراحة في لندن مع وست هام. صعوبة الدوري الإنجليزي الممتاز يمكن أن تترك أثراً، فهو دوري حيث بمجرد أن تصاب أو يتراجع مستواك، يضعونك في مقارنة مع لاعبين كبار يساوونك في القيمة”.

وتابع الركراكي حديثه: ” نايف (أكرد) بحاجة إلى اللعب في فريق يستحوذ على الكرة، لكي يبرز قدراته وحبه للكرة. كما أنه لم يختر فريق برايتون بقيادة دي زيربي، حيث الرغبة في المشاركة في بناء اللعب ولمس الكرة .. هذا أمر أساسي”.

وبعد إعارته في الموسم الماضي إلى ريال سوسيداد في إسبانيا، استعاد أكرد بهجته في الملاعب حسب ما ذكره الركراكي: “عندما كنا نلتقي به، كنت أشعر أنه يعود إلى الحياة، وكان ذلك يساعدنا أيضاً.. في سنه كان بحاجة إلى أن نمنحه المسؤولية، وأن نقول له ستكون رقم 1، استمر… ولا تكن أبداً ثاني أو ثالث أو رابع مدافع أوسط بمجرد أن تصبح أقل أداءًا”.

وتابع: “لقد وجد مدرباً (إيمانول ألغواسيل) منحه الثقة، وكرة قدم الإسبانية تناسبه.. وقد قدم مباريات جيدة جداً”.


نايف (أكرد) بحاجة إلى اللعب في فريق يستحوذ على الكرة، لكي يبرز قدراته وحبه للكرة

وليد الركراكي – مدرب المنتخب المغربي

وصف وليد الركراكي انتقال أكرد بـ”الصفقة المثالية لمارسيليا: “أنا لست موضوعياً بالضرورة، فأنا أعرفه منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، لكنني أجد أنه تم التقليل من شأنه، فهو مدافع وسط أيسر، ماهر، سريع… عندما تخسر سنة أو سنتين في إنجلترا، يقومون باستبعادك من دائرة الترشيحات، وتفوتك الفرصة. هذا جيد لمارسيليا، فقد ساعد وجود المهدي (بنعطية) في النادي، مثل الجمهور المغربي، فهو يعرف الصفات الرائعة لنايف”.

حكاية الشوكولاتة الصغيرة مع القهوة

التقى بنعطية بأكرد في بداياته مع المنتخب الوطني عام 2016، وحاول أن ينقله إلى ميلان في عام 2022، عندما كان قد اعتزل وبدأ  العمل مع شركة إدارة أعمال لاعبين.

عاد بنعطية ليلعب دوراً هاماً في مسار أكرد ويضمه إلى صفوف أولمبيك مارسيليا في آخر يوم من سوق الانتقالات الصيفية 2025 في صفقة قدرت بحوالي 23 مليون يورو، كما أن المدافع الدولي المغربي قام بمجهود لإتمام الصفقة بتخفيض راتبه “الضخم”.

ويعيش أكرد موسماً استثنائياً يشارك فيه في المسابقات المحلية الفرنسية ودوري أبطال أوروبا إضافة إلى كأس أمم إفريقيا مع منتخب بلاده المغرب.

وقال مصطفى حجي، أسطورة كرة القدم المغربية والمساعد السابق لمدرب المنتخب المغربي هيرفي رونار: “نايف ليس كبيراً في السن ويبدو كأنه لاعب مخضرم.. لكنه لم يبلغ الثلاثين بعد”.

وأضاف: “لديه قدرات كبيرة، وستشاهده أفضل الأندية في العالم على أعلى مستوى خلال فترة وجوده في مارسيليا.. إنه يوفر الأمان الدفاعي للمدرب دي زيربي، ويغطي العمق، ولديه قدرة استثنائية على إعادة الكرة إلى العمق، كما أنه يتمركز بشكل جيد، وفي الكرات الثابتة، الدفاعية والهجومية، إنه آلة، بفضل طوله (1.90 م) وتوقيت تدخلاته، يمكن الاعتماد عليه.. فهو ماهر للغاية”.

يتذكر مصطفى حجي أنه كان شاباً محترماً ومحبوباً من المجموعة: “كان يجلب لنا القهوة مع قطعة شوكولاتة صغيرة لأعضاء الطاقم التدريبي، ثم يقول لنا بابتسامة، ألا نجعلهم يركضون كثيراً في التدريب”.

نقلاً عن: الشرق رياضة

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف