أثرياء الخليج يرصدون 1.1 مليار دولار لشراء مسكن ثان في مصر

تشهد السوق العقارية المصرية زخماً متزايداً مع تدفق رؤوس الأموال الخليجية عليها، حيث كشف تقرير صادر عن شركة “نايت فرانك” الاستشارية أن أثرياء الخليج من أصحاب الثروات العالية يخططون لاستثمار نحو 1.1 مليار دولار في شراء مسكن ثاني بمصر خلال 2025، مع تصدّر الإماراتيين والسعوديين القائمة.
تلقت مصر استثمارات عربية بلغت 41.5 مليار دولار في العام المالي 2023-2024، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري الصادرة في مايو الماضي.
أظهرت البيانات تصدُّر الإمارات باستثمارات بلغت 38.9 مليار دولار، بفضل مشروع “رأس الحكمة” والذي بلغ حجم الاستثمارات الإماراتية فيه 35 مليار دولار. وجاءت السعودية ثانياً باستثمارات تخطت 775 مليون دولار، ثم قطر بحجم استثمارات بنحو 618 مليون دولار.
لماذا تتحدى أسعار العقارات في مصر ارتفاع الجنيه وتراجع الفائدة؟
تدفقات خليجية على العقار المصري
بحسب التقرير، يخصص المستثمرون الإماراتيون نحو 709 ملايين دولار لشراء وحدات سكنية في مصر، مقابل 403 ملايين دولار من السعوديين، في توجه يهدف بالأساس إلى اقتناء مسكن ثان أو منزل لقضاء العطلات. في الوقت ذاته، يشير التقرير إلى أن نحو نصف المشاركين في المسح، الذي أجرته “نايت فرانك” بالتعاون مع “يوغوف”، من أثرياء الخليج يرغبون في شراء مسكن في البلاد، ما يعكس جاذبية السوق المصرية.
المسح شمل 264 من أصحاب الثروات العالية في السعودية والإمارات وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بمتوسط ثروة شخصية يبلغ 9.7 مليون دولار، وأظهر إجمالاً أن 1.4 مليار دولار من رأس المال الخاص تتجه نحو القطاع السكني في مصر.
العاصمة الإدارية والساحل الشمالي في الصدارة
تُعد العاصمة الإدارية الجديدة، الوجهة المفضلة لأصحاب الثروات الفائقة، حيث صنّفها 56% من السعوديين و34% من الإماراتيين كأولوية استثمارية، تليها منطقة الساحل الشمالي ثم وسط القاهرة.
تقع العاصمة الإدارية شرق القاهرة بين طرق “القاهرة–السويس” و”القاهرة–العين السخنة”، على بعد حوالي 60 كيلومتراً من قلب القاهرة، وتُقدّر مساحتها بـ170 ألف فدان، مع استهداف سكان يصل إلى 6.5 مليون نسمة، وتوفير ما يقارب مليونَي فرصة عمل.
وتعكس هذه التدفقات تنامي جاذبية المشروعات العملاقة في مصر، حيث أشار التقرير إلى أن جميع أثرياء الخليج تقريباً ممن شاركوا في المسح يعتزمون الاستثمار في أحد هذه المشاريع. وتشير بيانات رسمية إلى أن مصر تُنفذ حالياً مشروعات إنشائية بقيمة 565 مليار دولار، فيما تبلغ قيمة العقود الممنوحة نحو 120 مليار دولار، ما يجعلها ثالث أكبر سوق للإنشاءات في المنطقة بعد السعودية والإمارات.
في أكتوبر 2024، أطلقت مصر والإمارات مشروع رأس الحكمة باستثمارات تُقدَّر بـ 35 مليار دولار أمريكي، بموجب اتفاقية استثمارية بين البلدين، حيث استحوذت شركة “القابضة ADQ” الإماراتية على حقوق التطوير مقابل 24 مليار دولار مخصصة للتنمية، مع احتفاظ الحكومة المصرية بحصة تبلغ 35%.
صعود متوقع بأسعار عقارات الساحل الشمالي في مصر بمتوسط 11.5%
توسع في سوق المكاتب
لم يقتصر اهتمام المستثمرين الخليجيين على العقار السكني، إذ تضاعف تقريباً الطلب على المكاتب ليعادل مستوى الطلب على الوحدات السكنية. ويُتوقع أن يرتفع حجم المعروض المكتبي في القاهرة بنسبة 82% بحلول 2030، مع تسجيل منطقة القاهرة الجديدة أسعاراً مرتفعة تصل إلى 9,600 دولار للمتر المربع، ما يعكس انتقال الطلب المؤسسي إلى مواقع أكثر حداثة.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج