أحلم بلقاء كريستيانو رونالدو.. الطفل برناردو يحكي قصة نجاته وعشقه لكرة القدم
في الثانية عشرة من عمره، لا يبرز برناردو فقط ضمن الفئات السنية في نادي بوتافوغو، بل يجسد أيضًا قصة إيمان وتغلّب على الصعاب أثرت في قلوب البرازيليين، فعندما كان في عامه الأول، تعرّض لحادث منزلي أدى إلى إصابات بحروق خطيرة في الرأس والجسم.
واليوم، يروي برناردو، إلى جانب والده لياندرو ووكيله رافاييل كابرال، مؤسس وكالة اللاعبين RCS Atletas، رحلته المذهلة من سرير المستشفى إلى ملاعب النادي البرازيلي العريق.
وقال والده كابرال في تصريحات أبرزتها صحيفة “ماركا”: “برناردو مثال على الإيمان، والتحدي، والفرح. نحن لا نراه مجرد لاعب كرة قدم، بل نعتبره فردًا من العائلة”.
وقال برناردو عن مسيرته الحالية: “أنا سعيد جدًا، حقًا. أولًا، أود أن أشكر الله على كل ما أعيشه في هذه المرحلة من حياتي. رغم أنني أصبت بحروق في جلدي، فإن ذلك لا يُحزنني، فما زلت مفعمًا بالفرح والامتنان. إذا انتقدني أحد، لا أتأثر، لأنني أعلم أن الله هو من يتحكم في كل شيء. حلمي أن أصبح لاعب كرة قدم محترفا، أعلم أن الطريق صعب، لكن إذا واصلت العمل بجد، وقدّمت أداءً جيدًا، واستمررت في الإصغاء إلى مدربيَّ الذين يصححون لي أخطائي بمحبة، فأنا واثق أنني سأصل إلى هدفي”.
وعن الحادث الذي تسبب بحروق بجلده، قال والده: “والدة برناردو تعاني ضعفًا في السمع (تسمع بنسبة 10% فقط) وتتكلم قليلًا. في أحد أيام الأحد، وكان عمره حينها أكثر من عام بقليل، كنت في عملي، فأنا عامل بناء، وقد وضعت الأم إبريق ماء ليسخن من أجل تحميمه، لأن الدش لم يكن يعمل. وبعد لحظات، اتصلت بي شقيقتها لتخبرني أن برناردو احترق. هرعت إلى المنزل بملابس العمل، وعندما وصلت إلى المستشفى، رأيته ملفوفًا بالكامل بالضمادات، ووجهه ورأسه متورمان. كان ذلك أسوأ يوم في حياتي”.
وتابع: “قال الطبيب إنه يجب نقله إلى مستشفى متخصص في علاج الحروق، ولم يكونوا متأكدين من قدرته على النجاة. وبفضل بعض المعارف، تمكّنا من تأمين مكان له في أحد مستشفيات ريو دي جانيرو، ونُقل إلى هناك في الليلة نفسها. كان في حالة عزل داخل وحدة العناية المركزة، ولم أستطع العمل لعدة أيام، إذ كنت أمضي الليالي بجانبه”.
وأردف: “كانت الحروق شديدة في الرأس والوجه والبطن وإحدى الأذنين، وأخبرنا الأطباء أنه إذا تمكن من تناول الطعام بنفسه فستكون هناك بارقة أمل، بدأ يأخذ زجاجة الحليب رغم النزيف، مقاتلًا من أجل الحياة. وخلال الأشهر التالية، كان يخضع لعمليات تنظيف وجراحات ترقيع للجلد ثلاث مرات أسبوعيًا، سبعة أشهر قضاها في المستشفى، خضع خلالها لعمليات ترقيع متعددة في الجفون والبطن والأذن، حتى بدأت الجروح تلتئم، كان ذلك معجزة من الله. واليوم، رؤيته وهو يلعب كرة القدم تبدو لي أمرًا مذهلًا يفوق الوصف”.
وعن كيفية اكتشاف عشقه لكرة القدم، قال والده: “منذ أن كان صغيرًا، وبعد تعافيه، كنا نلعب الكرة داخل الغرفة، كنت ألاحظ أنه يركل الكرة بطريقة مميزة. في البداية كنت أحاول مراوغته وأمرر الكرة من بين قدميه”.
ليرد برناردو: “نعم، كان دائمًا يراوغني ويمرر الكرة بين قدمي، لكنني تطورت مع الوقت، والآن لم يعد يستطيع فعلها بي بعد”.
وعن بداية لعبه كرة القدم، أوضح: “كان هناك جار لنا يُدعى رودريغو، يملك أكاديمية اجتماعية صغيرة لكرة القدم في الحي، ودعا برناردو للعب مع أبناء عمومته وأصدقائه، لاحظ رودريغو فورا أن برناردو يمتلك موهبة حقيقية”.
وأردف: “في البداية كان خجولًا جدًا، لكنه بدأ اللعب تدريجيًا. وسرعان ما قال المدرب (سجّلوه فورًا، لديه موهبة حقيقية). في البداية لم يكن برناردو يرغب في اللعب، لكن المدرب جمع الأطفال وقال لهم: (لا أريد أن يضايقه أحد أو يتنمر عليه)، وبالفعل، استقبلوه بحفاوة كبيرة، حتى أمهات اللاعبين رحبن به بحرارة، وشارك في أول بطولة له، وسجل هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة بقدمه الضعيفة. ومنذ تلك اللحظة، بدأ نجمه يسطع شيئًا فشيئًا”.
وعن قدوته في كرة القدم، أوضح برناردو: “نيمار وكريستيانو رونالدو، ولدي إعجاب كبير بالنجم البرتغالي بسبب تسديداته القوية وبقدرته على تسجيل الكثير من الأهداف، إنه مثال في الاجتهاد والمثابرة. أحب انضباطه وقوته وتفانيه في العمل. إنه محترف للغاية، يتدرّب كثيرًا، بالإضافة إلى ذلك، فهو قوي جدًا بدنيًا… يمتلك عضلات كثيرة”.
واختتم: “سأكون في غاية السعادة لو تمكنت من لقائه والتقاط صورة معه يومًا ما، سيكون ذلك حلمًا بالنسبة لي. كريستيانو رونالدو، أنا من أكبر معجبيك، أنت قدوتي وأحب كثيرًا طريقتك في اللعب. أتمنى أن أستطيع اللعب مثلك يومًا ما والاحتقال على طريقتك”.
نقلاً عن: إرم نيوز
