أسعار المستهلكين في الصين تنكمش مجدداً مع تباطؤ الاقتصاد

أسعار المستهلكين في الصين تنكمش مجدداً مع تباطؤ الاقتصاد

عادت أسعار المستهلكين في الصين إلى الانكماش للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، في وقت أظهرت بيانات مؤشرات على تباطؤ الانكماش في قطاع الصناعة، مع تصعيد بكين جهودها للحد من المنافسة المفرطة ومعالجة مشكلات فائض الإنتاج.

قال “مكتب الإحصاء الوطني” اليوم الأربعاء إن مؤشر أسعار المستهلكين انخفض بنسبة 0.4% في أغسطس مقارنةً بالعام السابق، وهي وتيرة أسرع من التراجع المتوقع عند 0.2% وفق استطلاع “بلومبرغ”، بعد أن ظلّ المعدل عند الصفر في يوليو.

أما مؤشر أسعار المنتجين، فانخفض بنسبة 2.9%، ليبقى في المنطقة السلبية للشهر الـ35 على التوالي، لكنه سجل تراجعاً أقل من انكماش يوليو البالغ 3.6%. وعلى أساس شهري، شهدت أسعار الإنتاج في عدد من القطاعات الصناعية ارتفاعاً للمرة الأولى منذ أشهر.

رغم هذه الأرقام، لم تسجل الأسواق المالية ردود فعل تُذكر، إذ بقي العائد على السندات الحكومية لأجل 30 عاماً مستقراً عند 2.17%، بينما ظلّ اليوان الصيني دون تغيير يُذكر أمام الدولار.

تُواجه الصين عاماً ثالثاً متتالياً من انكماش الأسعار – وهي سابقة لم تحدث منذ بدأت البلاد بالانتقال إلى اقتصاد السوق أواخر السبعينيات. ويُشير استمرار تراجع الأسعار عبر تسعة أرباع متتالية إلى خلل في التوازن بين العرض والطلب، وهو ما يضغط على الميزانيات العمومية للشركات ويقوّض دخل الأسر والحكومة على حد سواء.

اقرأ أيضاً: ترمب يخطط لرسوم جمركية جديدة ضد الصين والهند للضغط على روسيا

الغذاء وراء الانكماش

قالت دونغ ليجوان، كبيرة الإحصائيين في “مكتب الإحصاء الوطني”، إن التراجع في أسعار الغذاء وتأثير المقارنة مع أساس مرتفع في العام الماضي شكّلا العاملين الرئيسيين وراء انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين. وأضافت أن أسعار الغذاء انخفضت بنسبة 4.3% على أساس سنوي، بينما تراجعت أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 1%.

في المقابل، ارتفع “التضخم الأساسي” – الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الغذاء والطاقة – إلى أعلى مستوى له في 18 شهراً مسجلاً 0.9%. وأوضحت دونغ أن هذا الارتفاع يُظهر أن السياسات الرامية إلى تعزيز الطلب والاستهلاك بدأت تؤتي ثمارها.

لكن التساؤل يبقى: هل ستواصل أسعار المستهلكين والمنتجين تعافيها؟ فالإجابة على هذا السؤال تُعدّ حاسمة بالنسبة للأسواق، من الأسهم إلى السندات.

ضعف الطلب المحلي يعقّد مساعي احتواء الانكماش

يعوق ضعف الطلب الداخلي جهود الحكومة لعكس اتجاه الانكماش، على الرغم من مؤشرات مبكرة على خفض الإنتاج في بعض السلع الأساسية مثل الفحم والصلب والنحاس. إلا أن استدامة هذا التراجع ما تزال محل شك، ولا يمكن التأكيد بعد إن كان سيقود إلى انتعاش طويل الأمد في الأسعار.

وفي مؤشر على حالة عدم اليقين، تستعد منجم ليثيوم صيني – كان قد تسبب في رفع أسعار المعادن المستخدمة في البطاريات بعد تعليق إنتاجه الشهر الماضي – لاستئناف العمل في وقت أقرب من المتوقع، وفقاً لما نقلته “بلومبرغ” عن شخص مطلع.

الاقتصاد الصيني يتباطأ أكثر في نهاية الصيف

بحسب “بلومبرغ إيكونوميكس”، بدأ النشاط الاقتصادي في الصين بالتباطؤ على نطاق واسع خلال الصيف، وفقد مزيداً من الزخم في النصف الثاني من أغسطس.

سجّلت مبيعات التجزئة للسيارات والأجهزة المنزلية أكبر التراجعات، نتيجة ضعف الطلب. كما تباطأ نمو الصادرات إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، وسط تفاقم الانخفاض في الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف