أسعار النفط تهبط وسط أنباء عن زيادة محتملة في الإنتاج العالمي وتباطؤ الاقتصاد الأميركي


في عالم تتداخل فيه السياسة بالاقتصاد وتنعكس القرارات التجارية على الأسواق كأمواج مضطربة، لم تسلم أسعار النفط من تلك العواصف المتلاحقة. 

ضخ مزيد من النفط في الأسواق العالمية

فبعد أن تنفّست الأسواق الصعداء عقب قرار قضائي يقيد بعض الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، عادت المخاوف لتخيم من جديد، وهذه المرة بسبب أنباء عن احتمالية ضخ مزيد من النفط في الأسواق العالمية، إلى جانب مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من العام.

تحالف “أوبك+” يناقش زيادة الإنتاج في اجتماعه المرتقب

تحت ضوء هذه المعطيات، انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.5% ليستقر بالقرب من 61 دولاراً للبرميل، بعد تصريحات من كازاخستان تشير إلى أن تحالف “أوبك+” يناقش زيادة الإنتاج في اجتماعه المرتقب. 

ومع اتساع نطاق الحديث عن ضعف الطلب وتراجع النمو، لم تصمد مكاسب النفط طويلاً، رغم التطورات الإيجابية المتعلقة بالرسوم الجمركية على الصين، والتي كان من الممكن أن تحفّز الطلب على الطاقة.

وكانت محكمة أميركية قد أصدرت حكماً يحد من سريان رسوم تجارية فرضها ترمب، تشمل تعريفة مرتفعة على الواردات من الصين، وهي خطوة اعتبرها البعض فرصة لعودة الاستقرار إلى الأسواق، لكن محللين اقتصاديين أكدوا أن قدرة الأسعار على التعافي تبقى محدودة في ظل الضبابية الاقتصادية.

و ارتفاع الأسعار قد يظل مؤقتاً، متوقعاً استمرار الضغوط خلال المدى القريب، خصوصاً إذا قررت “أوبك+” تنفيذ زيادة فعلية في الإنتاج، والخوارزميات الإلكترونية في تداول السلع ستسهم في تعزيز موجة البيع مع اقتراب نهاية الأسبوع.

تهديدات جديدة مثل حرائق الغابات في كندا 

ولا تقف المخاطر عند هذا الحد؛ إذ تلوح في الأفق تهديدات جديدة مثل حرائق الغابات في كندا التي قد تؤثر على 5% من إنتاج النفط هناك، ما يضيف مزيداً من عدم اليقين إلى سوق تعاني بالفعل من التوترات الجيوسياسية وتقلبات العرض والطلب.

تقلبات السوق تُعيد رسم خريطة توقعات النفط

في خضم المعطيات المتضاربة بين تطورات سياسية وتجارية واقتصادية، تؤكد أسواق النفط مرة أخرى هشاشتها أمام أي مستجدات تمس التوازن بين العرض والطلب، فعلى الرغم من الأثر الإيجابي المؤقت لتعليق بعض الرسوم الجمركية الأميركية، إلا أن المخاوف المرتبطة بزيادة محتملة في إنتاج “أوبك+”، إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي، سرعان ما بدّدت تلك المكاسب. 

وبينما تتجه الأنظار إلى اجتماع التحالف النفطي المرتقب، تظل الأسواق في حالة ترقّب مشوبة بالحذر، ما يعكس واقعاً تؤثر فيه السياسات والقرارات العابرة للحدود بعمق على مستقبل أسواق الطاقة العالمية.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *