أقوى من الإصابة.. زيزو على موعد مع اختبار الولاء في قمة النار

في واحدة من أكثر الحكايات الرياضية إثارة للجدل هذا الموسم، تدور المعارك الخفية ليس فقط على أرضية الملعب بل داخل غرف العلاج الطبيعي لنادي الأهلي، حيث يخوض النجم أحمد سيد زيزو معركة حاسمة ضد الزمن من أجل اللحاق بركب المواجهة المرتقبة بين عملاقي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك.
قمة تتجاوز بأبعادها الرياضية إلى العوامل النفسية والرمزية، خاصة بالنسبة لزيزو الذي كان حتى مايو الماضي أحد أبرز رموز القلعة البيضاء قبل أن ينتقل في صفقة انتقال حر إلى الغريم التقليدي.
وتأتي هذه القمة في توقيت بالغ الحساسية لكلا الفريقين، حيث يتصدر الزمالك جدول الدوري برصيد 17 نقطة، بينما يتواجد الأهلي في المركز السادس برصيد 12 نقطة، وله مباراة مؤجلة، ما يجعل الفوز في هذه المواجهة بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسيرة الموسم للفريقين، بينما اللافت في هذه المعركة هو الغياب المحتمل للورقة الرابحة التي قد يحملها الأهلي بين يديه، والمتمثلة في لاعب يعرف أدق أسرار الخصم، وهو أحمد سيد زيزو الذي يخوض سباقاً ضد الوقت من أجل الظهور في أول كلاسيكو منذ ارتداء القميص الأحمر.
عائق يهدد حلم المواجهة
المشكلة التي تواجه زيزو والجهاز الفني للأهلي حالياً تعود إلى الإصابة التي تعرض لها النجم خلال مباراة فريقه أمام إنبي في الدوري الممتاز، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
وأظهرت الفحوصات الطبية التي خضع لها زيزو، بما في ذلك أشعة السونار والرنين المغناطيسي، إصابته بـ شد من الدرجة الثانية في العضلة الضامة، ووفقاً للتقييم الطبي الأولي، تحتاج مثل هذه الإصابة إلى فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام للتعافي الكامل، ما يعني غياب اللاعب نظرياً عن مباراة القمة.
لكن إرادة اللاعب تبدو أقوى من التقديرات الطبية، حيث يخضع زيزو لبرنامج تأهيلي مكثف على مرتين يومياً، في محاولة واضحة منه لسباق الزمن من أجل اللحاق بالموعد المرتقب، بل إن اللاعب قدم طلباً شخصياً للجهاز الفني للأهلي بقيادة عماد النحاس يطالب فيه بالمشاركة في المباراة، مؤكداً أنه سيكون قادراً على اللعب رغم التحذيرات الطبية .
رؤية طبية متحفظة
على الجانب الآخر، يبدو الجهاز الطبي للأهلي أكثر تحفظاً بشأن مشاركة زيزو في مواجهة الزمالك. حيث يرى الأطباء أن اللاعب ما زال يحتاج إلى فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام للتعافي الجيد من الإصابة والحصول على القدرة الكاملة للمشاركة في المباريات دون مخاطرة . هذا الموقف الطبي يدعمه على الأرجح القرار الفني للجهاز الفني الذي يدرك أن المخاطرة باللاعب في هذه المرحلة المبكرة من الموسم، وخاصة في مباراة مرهقة مثل قمة الدوري، قد تكون لها عواقب سلبية على المدى الطويل.
ودفع إصرار زيزو على المشاركة المدير الفني عماد النحاس للتواصل مباشرة مع طبيب الفريق للوقوف على آخر تطورات حالة اللاعب، في إشارة إلى الجدية التي يتم التعامل بها مع هذا الملف الحساس، وومن المقرر أن يخضع زيزو لأشعة جديدة يوم الجمعة 26 سبتمبر للوقوف على درجة التعافي النهائية وحسم مصيره من المشاركة .
أبعاد نفسية وتكتيكية
لا تقتصر أهمية مشاركة زيزو في هذه المباراة على الجانب الفني فقط، بل تتجاوز ذلك إلى أبعاد نفسية وتكتيكية بالغة الأهمية. فمن الناحية النفسية، يسعى زيزو لإثبات ذاته أمام جمهوره السابق، خاصة أن هذه ستكون أول مواجهة مباشرة بينه وبين جماهير الزمالك منذ رحيله في يونيو الماضي .
كما أن مشاركته تمثل ورقة ضغط نفسية مهمة للأهلي، حيث سيكون اللاعب على دراية تامة بأسرار زملائه السابقين ونقاط القوة والضعف في الفريق المنافس. من الناحية التكتيكية، يمكن لزيزو أن يكون عنصر مفاجأة في تشكيلة الأهلي، خاصة مع غياب عدد من اللاعبين مثل محمد مجدي أفشة الذي يعاني من آلام في السمانة، ووفي المقابل، يعوّل الأهلي أيضاً على لاعبين آخرين مثل أحمد عبد القادر الذي يعد من الأوراق المهمة التي قد يلجأ إليها الجهاز الفني حتى لو كان ضمن دكة البدلاء .
موازين القوى قبل القمة التاريخية
من الناحية الرياضية، تأتي هذه القمة في ظل أوضاع مختلفة للفريقين. الزمالك يتصدر جدول الدوري برصيد 17 نقطة، بينما يحتل الأهلي المركز السادس برصيد 12 نقطة، لكن بحساب المباراة المؤجلة، يمكن للفوز في هذه المواجهة أن يغير بشكل جذري من خريطة ترتيب الدوري.
كما يسعى الأهلي لحصد فوزه الثالث على التوالي في الدوري بعد انتصاراته المتتالية على سيراميكا كليوباترا وحرس الحدود، فيما ستكون هذه أول قمة رسمية يديرها المدرب المؤقت عماد النحاس مسؤولية كاملة.
ومن المقرر أن تقام المباراة على استاد القاهرة الدولي مساء الاثنين 29 سبتمبر الساعة 8:00 مساءً بتوقيت القاهرة، وتنقلها حصرياً قناة أون سبورتس في معركة للسيطرة الكروية قد تترك آثارها على مسيرة الموسم بكامله.
نقلاً عن: تحيا مصر