أكبر 5 عقبات تواجه ثورة كونسيساو في الاتحاد السعودي
لم تكن مهمة البرتغالي سيرجيو كونسيساو مع الاتحاد السعودي مجرد نزهة تدريبية، بل جاءت كمهمة إنقاذ عاجلة لترميم كبرياء “العميد”.
ومع انقضاء الجولات الأولى من الموسم ودخولنا منعطف الشتاء في نوفمبر، يجد المدرب البرتغالي نفسه أمام اختبار حقيقي لقدرته على تطبيق فلسفته الصارمة وسط حقل ألغام من التحديات.
فيما يلي قراءة تحليلية لأبرز 5 عقبات تقف حجر عثرة أمام ثورة التصحيح التي يقودها كونسيساو في قلعة النمور:
1- ضيق الوقت ومقصلة الروزنامة
لا يملك كونسيساو رفاهية الوقت لترسيخ أفكاره التكتيكية المعقدة، بين منافسات دوري روشن واختبارات النخبة الآسيوية، يجد الفريق نفسه يخوض مباراة كل 3 أو 4 أيام.
هذا التلاحم الرهيب يقتل فرص التدريبات التكتيكية المكثفة، ويحول الحصص التدريبية إلى مجرد جلسات استشفاء بدني؛ ما يجعل عملية غرس هوية الفريق الجديدة تسير ببطء لا يتناسب مع سرعة تطلعات المدرج الأصفر.
2- نزيف النقاط والهوة الرقمية
لغة الأرقام لا تكذب، وهي الآن تضغط بقوة على عنق الجهاز الفني، فاحتلال الفريق لمركز لا يليق بتاريخه (سابع الترتيب برصيد 14 نقطة) واتساع الفارق مع المتصدر النصر إلى 13 نقطة كاملة، خلق حالة من الضغط النفسي المركب، كل مباراة قادمة أصبحت نهائي كؤوس، وأي تعثر جديد يعني عملياً رفع الراية البيضاء في سباق الدوري مبكراً، وهو ما يصدر توتراً ينتقل من المدرجات إلى أقدام اللاعبين داخل المستطيل الأخضر.
3- لغز المحترفين: بنزيما ومن معه
رغم تألق كريم بنزيما مؤخراً وتسجيله في ديربيات ومواجهات حاسمة، إلا أن اليد الواحدة لا تصفق؛ إذ يعاني الفريق من تذبذب واضح في مردود المنظومة الأجنبية ككل، الاعتماد الكلي على الحلول الفردية للنجم الفرنسي يضع الفريق في مأزق إذا غاب بنزيما أو تراجع مستواه.
ثورة كونسيساو تحتاج إلى أن يعمل جميع المحترفين بإيقاع بنزيما، وأن يتمتع الفرنسي باستمرارية أكبر، وإلا سيظل الفريق يعاني من شيزوفرينيا فنية؛ هجوم كاسح تارة، واختفاء تام تارة أخرى.
4- الكوارث الدفاعية: الفريق المستباح
لعل هذا هو الملف الأخطر على طاولة كونسيساو، استقبال شباك الاتحاد لـ 15 هدفاً في 9 جولات هو رقم كارثي لفريق ينافس على الألقاب (مقارنة بـ 5 أهداف فقط في شباك المتصدر)، المشكلة ليست مجرد أفراد، بل هي أخطاء ساذجة ومتكررة في التمركز والرقابة، تجعل من السهل اختراق دفاعات العميد. لا يمكن لأي ثورة فنية أن تنجح ما لم يتم ردم هذه الفجوة الدفاعية التي تضيع مجهود الهجوم هباءً.
5- أشباح الماضي والمقارنات القاسية
يعمل كونسيساو تحت ظل ثقيل لمدربين سابقين، وتحديداً إرث نونو سانتو في موسم البطولة وبعده لوران بلان رغم رحيله بسبب تراجع النتائج.
الجماهير الاتحادية ذاكرتها حية، وهي تعقد مقارنات فورية عند كل تعثر، فشبح الفريق البطل الذي كان يغلق مناطقه ويمزق الخصوم في الهجوم لا يزال يطارد المدرب الحالي وسيستمر في وضع الضغط عليه لحين معادلة تلك الإنجازات أو تجاوزها.
نقلاً عن: إرم نيوز
