أكثر من 1000 إصابة وسط انهيار المنظومة الصحية

تواجه الخرطوم أزمة صحية حادة مع تفشي وباء الكوليرا، حيث أعلنت السلطات تسجيل أكثر من 1000 حالة إصابة، وسط تحديات كبيرة في النظام الصحي بسبب الحرب المستمرة.

ارتفاع مقلق في عدد الإصابات

أعلن وزير الصحة المكلف بولاية الخرطوم، فتح الرحمن محمد الأمين، تسجيل 1031 حالة إصابة بالكوليرا في الولاية، مع تعافي 531 حالة وخروجها من مراكز العزل. 
وأشار إلى انخفاض نسبي في عدد الحالات الجديدة نتيجة لتدابير اتخذتها السلطات في الخرطوم، مثل استئناف ضخ المياه النظيفة بعد عودة التيار الكهربائي، وتدشين حملات التطعيم في مناطق مثل جبل أولياء، وزيادة فرق الاستجابة الطبية السريعة على الأرض.

أسباب تفشي الوباء في الخرطوم

تعود أسباب تفشي الكوليرا في الخرطوم إلى تلوث مصادر المياه، خاصة بعد توقف محطات المياه نتيجة لانقطاع الكهرباء بسبب الصراع الدائر. 

هذا الوضع أجبر السكان على استخدام مياه غير آمنة من الآبار السطحية أو النيل مباشرة، مما ساهم في انتشار المرض. 
كما أن عودة النازحين إلى العاصمة الخرطوم زادت الضغط على الموارد المحدودة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية.

تحديات النظام الصحي

يعاني النظام الصحي في السودان من انهيار شبه كامل، حيث خرج أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة كليًا أو جزئيًا، مما جعل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية أمرًا صعبًا أو مكلفًا للغاية.
كما أن نقص الأدوية والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى قلة الكوادر الطبية، زاد من تعقيد الوضع. 
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة في 12 ولاية سودانية، مؤكدة أن 39% من المرافق الصحية مدمرة أو غير عاملة.

دعوات للتدخل العاجل

دعت منظمات دولية، مثل أطباء بلا حدود، إلى استجابة موحدة تشمل برامج المياه والصرف الصحي والنظافة، بالإضافة إلى إنشاء المزيد من مراكز العلاج. 
وأكدت أن مراكزها في أم درمان مكتظة بالمرضى، وأن العديد منهم يصلون في مراحل متأخرة من المرض، مما يصعب إنقاذهم. 
كما طالبت بتوفير الدعم اللازم للحد من انتشار الوباء وإنقاذ الأرواح.
تواجه الخرطوم أزمة صحية غير مسبوقة مع تفشي وباء الكوليرا، وسط تحديات كبيرة في النظام الصحي بسبب الحرب المستمرة.
ويتطلب الوضع تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم واحتواء الوباء قبل أن يتحول إلى كارثة إنسانية أكبر.