قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور خالد زين الدين من بروكسل فى تصريحات خاصه لتحيا مصر، إن موقف أوروبا في الأزمة الراهنة يفتقر تمامًا إلى أدوات الضغط الفاعلة سواء على روسيا أو على الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أقصى ما تمتلكه أوروبا هو فرض العقوبات، والتي أثبتت عدم فعاليتها ما لم تحظَ بدعم أمريكي.
وأوضح زين الدين في تصريحاته أن القارة الأوروبية، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، ظلت تحت المظلة الأمنية والسياسية للولايات المتحدة، وهي جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية العالمية، ولا تستطيع الخروج عن هذا الإطار.
العقوبات الأوروبية غير مجدية
وأكد زين الدين أن العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا لم تُحدث أي تأثير سلبي فعلي على الاقتصاد الروسي، بل في المقابل لم تحقق مكاسب استراتيجية للقارة العجوز.
وأرجع زين الدين، ذلك إلى غياب الالتزام الأمريكي الكامل بتلك العقوبات، موضحًا أن “الولايات المتحدة هي المتحكم الفعلي بالنظام المالي العالمي، بما في ذلك التحويلات البنكية والمعاملات التجارية الدولية، ما يجعل أي عقوبة لا تمر عبر بوابة واشنطن غير فعالة.
الهيمنة الاقتصادية بدلاً من القوة العسكرية
وفي حديثه عن توجهات السياسة الأمريكية، أشار زين الدين إلى أن واشنطن لم تعد تعتمد فقط على استراتيجية “الاحتواء”، بل انتقلت إلى سياسة توسعية جديدة تقوم على السيطرة الاقتصادية والتجارية في الأسواق العالمية، لا على المعسكرات العسكرية فقط.
وأضاف: “صحيح أن أمريكا ما زالت تحافظ على تفوقها العسكري بوصفه ركيزة استراتيجية، لكنها باتت تركز أكثر على التمدد الجيوسياسي والاقتصادي”، موضحًا أن التوسع العسكري لم يعد أولوية قصوى في العقل الاستراتيجي الأمريكي كما كان في السابق.
واشنطن تقود المشهد.. وأوروبا تتبع
واختتم زين الدين تحليله بالتأكيد على أن أوروبا ستظل في موقع التابع طالما بقيت مرتبطة استراتيجياً بواشنطن، مشيراً إلى أن التحركات الأوروبية، سواء السياسية أو الاقتصادية، لا يمكن أن تحقق استقلالاً حقيقياً ما لم تُبنَ على رؤية موحدة ومتماسكة تتجاوز التبعية التاريخية للولايات المتحدة.
أوروبا تقف بين تبعيتها وعجزها عن الاستقلال
يتضح أن أوروبا تقف في مفترق طرق حساس، بين تبعيتها التاريخية للولايات المتحدة وعجزها عن اتخاذ مواقف مستقلة مؤثرة في السياسة الدولية، خاصة تجاه أزمات كبرى كالحرب في أوكرانيا.
وفي ظل غياب أدوات الضغط الفعّالة وضعف التأثير الاقتصادي للعقوبات، يبقى القرار الحقيقي في يد واشنطن، بينما تواصل أوروبا أداء دور المتفرج في لعبة النفوذ بين الكبار.
نقلاً عن : تحيا مصر
- قبل مناقشته بالشيوخ.. التفاصيل الكاملة بشأن الأثر التشريعي لقانون الضريبة العقارية - 1 يونيو، 2025
- وزير التعليم العالي يُكلف “السيد تاج الدين” بتسيير أعمال مدينة زويل - 1 يونيو، 2025
- تلقيت رد حماس وهو غير مقبول إطلاقاً - 1 يونيو، 2025
لا تعليق