أولها رونالدو.. 5 حقائق تؤمّن النصر السعودي من غدر إينيغو مارتينيز
بينما تضج الصحافة الكتالونية بأحلام اليقظة حول عودة محتملة للمدافع الباسكي المخضرم إينيغو مارتينيز لترميم دفاعات برشلونة المهزوزة في انتقالات الشتاء، يبدو الواقع في العاصمة السعودية الرياض مختلفًا تمامًا.
فالمسألة بالنسبة لمدافع النصر الحالي لم تعد تتعلق بحنين للماضي أو رغبة في الإنقاذ، بل هي حسابات دقيقة لعقلية احترافية وجدت ضالتها في مشروع العالمي.
التقارير الإسبانية التي تلمح لغدر محتمل من مارتينيز لناديه الحالي والهروب عائدًا إلى الكامب نو، تصطدم بخمس حقائق دامغة تجعل من بقاء اللاعب في الأول بارك هو الخيار المنطقي والوحيد، وهي أسباب تتجاوز لغة المال لتلمس جوانب نفسية وفنية وإدارية.
الاستقرار النفسي والعائلي في الرياض.
بعيدًا عن صخب الصحافة الإسبانية، وضغوطها اليومية الخانقة، وجد إنييغو في الرياض ما افتقده في سنواته الأخيرة في الليغا: الهدوء والتقدير. اللاعب وعائلته تأقلموا بشكل مثالي مع نمط الحياة في المملكة، حيث يحظى النجوم بخصوصية واحترام كبيرين.
هذا الاستقرار النفسي ينعكس مباشرة على أرض الملعب، فمن الصعب على لاعب في خريف مسيرته أن يضحي براحة باله وعائلته ليعود إلى طاحونة الانتقادات في برشلونة لمجرد خوض مغامرة غير مضمونة العواقب لستة أشهر.
مشروع النصر الناجح.. لماذا يترك القمة؟
لغة الأرقام لا تكذب؛ النصر، حاليًا، يعيش فترة زاهية، يتصدر الدوري ويقدم مستويات ثابتة، مما يعني أن مارتينيز جزء من منظومة ناجحة تنافس على الألقاب بجدية.
الانتقال من فريق مستقر ومنتصر إلى فريق يعاني من تخبطات ويحاول ترميم صفوفه في منتصف الموسم هو مخاطرة لا يقبلها المنطق الكروي.
إينيغو يشعر بأنه ترس أساس في آلة تعمل بكفاءة، وليس مجرد رقعة لسد ثغرة مؤقتة.
عامل الدون: اللعب بجوار الأساطير
لا يمكن إغفال تأثير كريستيانو رونالدو. وجود صاروخ ماديرا وغيره من نجوم الصف الأول في غرفة ملابس النصر يخلق بيئة تنافسية عالمية لا تقل -إن لم تتفوق- عن بعض الأندية الأوروبية حاليًا.
اللعب بجوار رونالدو، ماني، وبروزوفيتش يمنح مارتينيز شعورًا بأنه لا يزال في القمة، وأن النصر ليس محطة اعتزال، بل ساحة تحدٍ كبرى تضم نخبة النخبة، وهو حافز يغنيه عن البحث عن الأضواء في مكان آخر.
أزمة الثقة مع إدارة لابورتا
لعل هذا هو السبب الأهم والخفي. إينيغو، مثله مثل غوندوغان وغيرهما، يدرك جيدًا السياسة المتقلبة لإدارة خوان لابورتا وديكو. العودة إلى برشلونة قد تعني أن يكون البطل اليوم، ثم الضحية التي يجب التخلص منها غدًا لتوفير مساحة في سقف الرواتب.
اللاعب لا يثق في مشروع يغير جلده كل بضعة أشهر، ولا يريد أن يضع نفسه تحت مقصلة الإدارة التي قد تتخلى عنه بسهولة بمجرد عودة المصابين أو التعاقد مع مدافع أصغر سنًا في الصيف.
الكابوس التكتيكي: مصيدة فليك
فنيًا، العودة لبرشلونة تعني الانتحار لمدافع بخصائص وعمر إنييغو مارتينيز. أسلوب هانسي فليك المعتمد على الضغط العالي الجنوني وخط دفاع متقدم يقف عند منتصف الملعب، يترك مساحات شاسعة (40-50 مترًا) خلف المدافعين. هذا الأسلوب يتطلب سرعات خيالية لتغطية المرتدات، وهو ما يضع أي مدافع مخضرم في ورطة مستمرة ويكشف عيوبه البدنية.
في النصر، يلعب مارتينيز في منظومة أكثر توازنًا تحمي ظهره وتبرز نقاط قوته في التمركز والقيادة وبناء اللعب، بدلاً من الركض المنهك خلف مهاجمين يصغرونه بعشر سنوات.
الخلاصة، إن فكرة عودة مارتينيز لبرشلونة قد تكون رومانسية في عناوين الصحف، لكنها ساذجة في حسابات الواقع. النصر حصن لاعبه بأسوار من الاستقرار، الطموح، والواقعية الفنية، مما يجعل رحيله شبه مستحيل.
نقلاً عن: إرم نيوز
