بوتين , في حدث تاريخي حمل دلالات سياسية وعسكرية لافتة، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا، حيث عقد الجانبان قمة مغلقة بصيغة “3+3″، تبعتها تصريحات رسمية أظهرت نوايا مشتركة لإعادة صياغة العلاقة بين موسكو وواشنطن على أسس من الاحترام المتبادل والحوار الصريح. القمة، التي وُصفت بأنها بداية جديدة، تناولت أبرز الملفات العالقة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية والتوترات الدولية المتصاعدة.

بوتين: القمة بداية لتصحيح المسار
في أول مؤتمر صحفي مشترك عقب الاجتماع، أكد الرئيس الروسي أن اللقاء مع ترامب تم في أجواء من الشفافية والاحترام، معتبرًا أن القمة تمثل خطوة حقيقية نحو تصحيح مسار العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف: “روسيا وأمريكا دولتان عظيمتان، وتربطهما قضايا جيوسياسية مشتركة، ومن الضروري أن نتحدث بلغة المصالح المشتركة لا الصراع الدائم”.
وشدد على أهمية استمرار التواصل المباشر مع الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن التفاهم الذي تم التوصل إليه خلال اللقاء يمكن أن يشكل أساسًا جيدًا لبناء حوار طويل الأمد، وتعاون فعّال في قضايا متعددة، من بينها الأمن العالمي، ونزع السلاح، والاستقرار الاقتصادي.

ملف أوكرانيا: تسوية عادلة وشاملة
فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، أوضح بوتين أنه قدم للرئيس ترامب تصور روسيا لحل الأزمة، مبنيًا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية، لا سيما في المناطق الحدودية المتنازع عليها.
وقال: “أي حل لا يحترم مصالح روسيا الأمنية لن يكون مستدامًا، وقد يفتح الباب أمام صراعات جديدة”، مؤكدًا أن موسكو منفتحة على التفاوض ضمن إطار دولي واضح المعالم يضمن الأمن لجميع الأطراف.
كما أشار إلى أهمية تفعيل المبادرات الدبلوماسية المتوقفة، ودعم أي جهد دولي يسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي ووقف نزيف الدماء.

مراسم لافتة ورسائل سياسية
لم تكن قمة ألاسكا تقليدية، فقد حملت إشارات واضحة إلى الجانبين الرمزي والعسكري. فقد استُقبل بوتين بعرض جوي مهيب للطائرات الأمريكية المتقدمة، منها قاذفة “بي-2 الشبح” ومقاتلات “إف-35″، في رسالة واضحة للقوة الأمريكية، دون أن تُفسد أجواء اللقاء الدبلوماسي.
لحظة نزول بوتين من طائرته كانت استثنائية؛ حيث استقبله ترامب على بساط أحمر كُتب عليه “ألاسكا 2025″، أمام منصة شرفية محاطة بعشرات المقاتلات وسلاح الجو الأمريكي. المصافحة بين الزعيمين وسط هذا الاستعراض العسكري والاحتفال الرسمي تعكس أهمية هذه القمة على الساحة الدولية، ليس فقط في مضمونها السياسي، بل في ما تحمله من رسائل استراتيجية.

ختام واعد لمحادثات دقيقة
اختُتمت قمة ألاسكا بتفاؤل حذر، وسط تأكيد من الجانبين على ضرورة استمرار التنسيق. ووصف بوتين اللقاء بأنه “نقطة انطلاق”، بينما شدد ترامب، في بيان مقتضب، على “الرغبة في بناء علاقات مستقرة مع روسيا بعيدًا عن التصعيد والصدام”.
وبينما تترقب العواصم العالمية مخرجات هذه القمة، يبدو أن الباب قد فُتح أمام مفاوضات أكثر عمقًا حول ملفات دولية شائكة، في ظل تغيّرات متسارعة في ميزان القوى العالمي.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- سيرة الشهيد أبا آري الشطانوفي الكنيسة تحتفل بتذكار القديس - 16 أغسطس، 2025
- ” مازال في بداية الطريق”.. خالد الغندور يدعم مصطفي شوبير بسبب هدف فاركو - 16 أغسطس، 2025
- أسعار الأرز في الأسواق المصرية اليوم السبت 16 أغسطس 2025 - 16 أغسطس، 2025
لا تعليق