بعد أكثر من أربعة أشهر من الحصار المشدد والقيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، أعلنت الأمم المتحدة عن إدخال أول شحنة وقود إلى القطاع، في خطوة طال انتظارها، لكنها لا تزال بعيدة عن تلبية احتياجات القطاع المنكوب.
تأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه غزة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط دمار واسع النطاق، وانهيار تام في معظم الخدمات الأساسية.
أول شحنة وقود منذ مارس
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية تمكن من إدخال نحو 75 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة، يوم الأربعاء، وهي أول شحنة من هذا النوع منذ 130 يوماً.
وأوضح دوجاريك أن الكمية التي تم السماح بإدخالها لا تكفي لتغطية احتياجات الطاقة ليوم واحد فقط، محذراً من أن الوقود ينفد بسرعة، وستتوقف الخدمات الأساسية تماماً إذا لم تدخل كميات أكبر وبشكل عاجل.
انهيار البنية التحتية والخدمات الحيوية
يأتي دخول الوقود في وقت حرج، إذ تواجه مستشفيات غزة شللاً شبه كامل، وتعاني محطات معالجة المياه ومرافق الصرف الصحي من توقف متكرر، مما يهدد بكارثة بيئية وصحية في ظل تفشي الأمراض ونقص مياه الشرب.
وقال دوجاريك: إن استمرار الحظر المفروض على دخول الوقود والمساعدات الإنسانية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، مشيراً إلى أن السكان المدنيين في غزة يدفعون ثمناً باهظاً للحصار المستمر والقيود المشددة.
منع المساعدات منذ مارس
منذ الثاني من مارس الماضي، منعت السلطات الإسرائيلية دخول جميع أنواع المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ودفع المنظمات الدولية إلى التحذير من مجاعة وشيكة وانهيار كلي للقطاع الصحي.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت مراراً إلى رفع القيود والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، دون استجابة فعلية من الجانب الإسرائيلي حتى الآن، باستثناء شحنات محدودة تدخل أحياناً تحت ضغط دولي.
دعوات لتدخل عاجل
في ظل هذا الوضع الكارثي، دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان تدفق الوقود والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإعادة تشغيل المرافق الأساسية التي يعتمد عليها أكثر من مليوني إنسان.
كما شددت المنظمة على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني، والسماح بمرور الإمدادات الحيوية دون تأخير أو تقييد، محذرة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيقود إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
رغم أن دخول شحنة الوقود يمثل بارقة أمل في خضم المعاناة، إلا أن حجم الاحتياجات في قطاع غزة أكبر بكثير، ويتطلب تحركاً دولياً عاجلاً، ووقفاً فورياً للقيود المفروضة على دخول الإمدادات الإنسانية.
فاستمرار الحصار يعني حرفياً تهديد حياة الملايين، وغياب الوقود يعني توقف الحياة.
نقلاً عن : تحيا مصر
- تنسيق الجامعات 2025.. إرشادات هامة للطلاب الراغبين بالالتحاق بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان - 11 يوليو، 2025
- الداخلية تضبط عنصرين جنائيين بالسويس بحوزتهما أسلحة نارية وبيضاء وألعاب نارية - 11 يوليو، 2025
- الذهب يصعد مع تصاعد التوترات التجارية - 11 يوليو، 2025
لا تعليق