أيّد عبد الناصر من هو والد أحمد الشرع الذي رفض إنفصال سوريا عن مصر


الشرع , في مشهد مؤثر ومحمّل بالرمزية ، التُقطت عدسات الكاميرات للحظة نادرة ظهر فيها الرئيس السوري الجديد منحنياً ليقبّل يد والده الثمانيني حسين علي، أثناء استقباله للمهنئين بعيد الفطر في قصر الشعب الرئاسي بدمشق. هذا

الظهور العلني هو الأول لوالد الرئيس منذ تسلم نجله مقاليد الحكم عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، بعد عقود من الحكم الاستبدادي.

لكن اللافت في هذا اللقاء لم يكن فقط الجانب الإنساني والعاطفي بين أب وابنه، بل المفارقة الكبيرة التي تجمع بين شخصيتين تمثلان رؤيتين متناقضتين تمامًا لسوريا: أبٌ قومي اشتراكي الهوى، وابنٌ خرج من عباءة الجماعات الجهادية.

حسين الشرع والد الرئيس السوري
حسين الشرع والد الرئيس السوري

من هو حسين الشرع والد الرئيس السوري

وُلد حسين علي في منتصف أربعينيات القرن الماضي (1944 أو 1946)، في منطقة الجولان المحتلة، لأسرة ميسورة الحال تمتلك أراضي زراعية واسعة في بلدة فيق. ورغم جذوره الريفية، فقد عُرف بوعيه الفكري المبكر، وانخراطه في النشاط السياسي منذ سنوات المراهقة.

تميّز الأب بموقفه الرافض لحزب البعث منذ أن كان طالبًا في الثانوية، وشارك في مظاهرات رافضة لانفصال سوريا عن مصر في الستينيات، في وقت كانت فيه التيارات القومية تمثل قوة شعبية كبرى. وهو ما يؤكد ميله الواضح نحو الفكر القومي العربي، بعيدًا عن الإسلام السياسي أو الفكر الجهادي.

وقد تزوّج حسين من ابنة عمه “وداد”، التي كانت تعمل معلمة جغرافيا، ليؤسسا معًا أسرة محافظة، لكنها منفتحة فكريًا وثقافيًا .

 

أحمد الشرعأحمد الشرع
أحمد-الشرع

أحمد الشرع: من ميادين الجهاد إلى قصر الحكم

في المقابل، فإن المسيرة الحياتية والسياسية للرئيس أحمد تمثل نقيضًا شبه تام لمسيرة والده. فقد ارتبط اسمه بالتنظيمات الإسلامية المتشددة، وتنقّل بين القاعدة وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، قبل أن يُعاد دمجه في العملية السياسية عقب انهيار نظام الأسد.

الابن استطاع عبر سلسلة من التحالفات الإقليمية والدولية أن يتحول من “جهادي سابق” إلى رئيس دولة، وهو ما يثير الجدل ويطرح تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة في سوريا، خاصة مع رغبته في تقديم نفسه على أنه رجل إصلاح وتغيير، رغم ماضيه الصادم لدى بعض الأطياف السورية.

 

الرئيس السوريالرئيس السوري
الرئيس السوري

لحظة رمزية.. ومصير غامض لسوريا

اللحظة التي التقطتها الكاميرات للرئيس السوري وهو ينحني ليُقبّل يد والده لم تكن مجرد تصرفًا شخصيًا، بل لحظة رمزية تعكس الاحترام المتبادل بين جيلين اختلفا في كل شيء تقريبًا. الأب يمثل سوريا ما قبل الحرب، بسياستها القومية المعتدلة، والابن يعكس واقع سوريا ما بعد الحرب، التي تشكلت وسط الدماء والتطرف والتحولات الحادة.

يبقى السؤال الآن: هل سيتمكن الأبن من التوفيق بين إرث والده المعتدل وتاريخه هو المثير للجدل؟ أم أن التناقض بينهما سيكون عنوانًا للمرحلة القادمة في سوريا؟

الأيام كفيلة بالكشف عن ذلك، لكن المؤكد أن البلاد تقف على مفترق طرق تاريخي

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *