حذّرت إسرائيل الرئيس السوري أحمد الشرع من ردّ قوي وخطير في حال تكررت الهجمات ضد الأقلية الدرزية في سوريا، وذلك في أعقاب أيام من الاشتباكات الدامية التي شهدتها مناطق صحنايا وجرمانا والسويداء جنوب البلاد.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان شديد اللهجة، إن “إسرائيل ملتزمة تمامًا بالدفاع عن أبناء الطائفة الدرزية”، مشيرًا إلى أن “رسالة واضحة وصلت إلى النظام السوري مفادها أن مسؤولية منع الاعتداءات تقع عليه، وإذا أخفق في ذلك فإن إسرائيل سترد بقوة كبيرة”.
التحذير الإسرائيلي جاء بعد تقارير عن مقتل وجرح العشرات من أبناء الطائفة الدرزية خلال اشتباكات مسلحة مع قوات من وزارتي الدفاع والداخلية السورية ومجموعات موالية للنظام، وسط اتهامات داخلية وخارجية بوقوع استهداف ممنهج للطائفة في هذه المناطق.
إجلاء جرحى دروز إلى داخل إسرائيل
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بـ”إجلاء عدد من المواطنين السوريين من أبناء الطائفة الدرزية لتلقي العلاج داخل إسرائيل”، دون تحديد العدد أو تفاصيل الإصابات.
وتأتي هذه الخطوة في سياق ما تصفه إسرائيل بـ”الالتزام الإنساني والأخلاقي تجاه الدروز”، وهم أقلية دينية تربطها بإسرائيل علاقات حساسة ومعقدة، حيث يشكل الدروز جزءًا من نسيج المجتمع الإسرائيلي، ويخدم الكثير منهم في الجيش.
توتر في الجولان… وإسرائيل تراقب
وتشير مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن التطورات في جنوب سوريا تُراقب عن كثب من قِبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خشية أن يؤدي استهداف الدروز إلى زعزعة الاستقرار على الحدود، وإثارة الغضب داخل الطائفة الدرزية في إسرائيل.
ووفق مصادر مقربة من القيادة العسكرية الإسرائيلية، فإن الجيش أعد خططًا للتدخل المحدود في حال تدهور الوضع أكثر، إما عبر “ضربات تحذيرية” أو من خلال عمليات إجلاء إنسانية أوسع، ما يفتح الباب أمام تصعيد خطير إذا لم يتم احتواء الوضع سريعًا.
الدرزية: طائفة في مرمى النيران
التحذير الإسرائيلي يأتي في وقت حرج، حيث أطلقت المرجعيات الروحية الدرزية في السويداء وجرمانا وصحنايا نداءات استغاثة للمجتمع الدولي، على رأسها نداء الشيخ حكمت الهجري الذي طالب بتدخل أممي لحماية الدروز مما وصفه بـ”القتل الممنهج والموثّق”.
في المقابل، وصفت الحكومة السورية هذه التحركات بأنها “دعوات انفصالية مرفوضة تخدم أجندات خارجية”، واتهمت جهات دولية – من بينها إسرائيل – بالسعي لإشعال الفتنة الطائفية و”زرع الكانتونات داخل سوريا الموحدة”.
رغم اللهجة القوية، يدرك صناع القرار في تل أبيب أن التدخل المباشر في سوريا يحمل كلفة سياسية وعسكرية، ويخضع لحسابات دقيقة تتعلق بتوازن القوى في المنطقة، والعلاقة مع روسيا وإيران.
ومع ذلك، فإن أي تصعيد جديد ضد الدروز في سوريا قد يدفع إسرائيل للتدخل المحدود أو حتى تنفيذ ضربات موضعية تحت غطاء “الدفاع عن أقلية مهددة”، خاصة مع وجود تأييد داخلي قوي من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل.
نقلاً عن : تحيا مصر
- عاطل يعترف بقتل شاب والشروع فى إنهاء حياة والده بمدينة 6 أكتوبر - 2 مايو، 2025
- نص مليار.. ضبط 8 عناصر في قضايا غسل أموال - 2 مايو، 2025
- جدول الحد الأدنى للأجور للمعلمين بعد زيادات يوليو 2025 - 2 مايو، 2025
لا تعليق