إسرائيل ترفض بيان القمة العربية وتدافع عن خطة ترامب لتهجير سكان غزة


ردت إسرائيل بغضب على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة، وركزت على رفض التهجير القسري للفلسطينيين واعتماد خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة.

وفي بيان رسمي، زعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مخرجات القمة لم تعكس “حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر”، وظلت متجذرة في وجهات نظر عفا عليها الزمن، بحسب تعبيرها، متهمة الدول العربية بتجاهل ما وصفته بـ”الواقع الجديد” في قطاع غزة.

كما هاجمت إسرائيل الاعتماد العربي على السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، زاعمة أنهما “دعمتا الإرهاب وأثبتتا فشلهما في حل القضية الفلسطينية”، في محاولة واضحة لتبرير التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين، ومساعيها لإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية والتأثير على مستقبل قطاع غزة سياسيًا.

إسرائيل تروج لفكرة تهجير الفلسطينيين وتصفها بـ”فرصة عادلة”

في إشارة إلى المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إبعاد سكان غزة من القطاع، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تأييدها لهذه الفكرة، قائلة:

“الآن، مع فكرة الرئيس ترامب، هناك فرصة لسكان غزة للاختيار بناءً على إرادتهم الحرة. هذا أمر يجب تشجيعه، لكن الدول العربية رفضت هذه الفرصة دون منحها فرصة عادلة، واستمرت في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل.
 

تأتي هذه التصريحات كدليل إضافي على رغبة إسرائيل في فرض تهجير قسري على سكان غزة، عبر تصدير القضية إلى دول أخرى، وهو ما رفضته القمة العربية بشكل قاطع واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة تطهير عرقي.

الخطة العربية لإعادة إعمار غزة: 50 مليار دولار خلال 5 سنوات

بالتزامن مع الانتقادات الإسرائيلية، أكدت القمة العربية تبنيها خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، تمتد على 5 سنوات، وتنقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: مدتها عامان، بتكلفة 20 مليار دولار، تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، مثل المستشفيات، المدارس، وشبكات الكهرباء والمياه.

المرحلة الثانية: تمتد لثلاث سنوات إضافية، بتكلفة 30 مليار دولار، وتهدف إلى تطوير القطاع اقتصاديًا واستعادة الحياة الطبيعية للسكان.

وأكد البيان الختامي استمرار دعم وكالة الأونروا والسلطة الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وهو ما اعتبرته إسرائيل ضربة لجهودها الرامية إلى تهميش السلطة الفلسطينية وتصفية دور الأونروا.

محاولات إسرائيلية لتشويه الحقائق في مواجهة موقف عربي موحد

تصريحات إسرائيل تؤكد أن الاحتلال يسعى إلى فرض حلول أحادية الجانب تتجاهل الحقوق الفلسطينية، عبر محاولة شرعنة فكرة التهجير القسري، والادعاء بأنها “خيار طوعي” للفلسطينيين، في الوقت الذي يرفض فيه الفلسطينيون أي حل لا يضمن حقهم في البقاء على أرضهم، وإقامة دولتهم المستقلة.

تُظهر هذه المواقف حالة القلق الإسرائيلي من توحيد الموقف العربي، الذي لم يقتصر على رفض تهجير الفلسطينيين فحسب، بل وضع أيضًا آليات عملية لإعادة إعمار غزة، ودعم السلطة الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما يهدد المخططات الإسرائيلية لإضعاف الفلسطينيين وإبقاء القضية في حالة تجميد دائم.

 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *