إسرائيل تشتعل… والحرائق تجبر 16 ألف شخص على النزوح المؤقت


اجتاحت حرائق هائلة جبال القدس خلال الأيام الماضية، مخلفة وراءها كارثة بيئية وإنسانية امتدت من منتزه كندا إلى نڤيه إيلان وبيت مئير، وأسفرت عن إجلاء عشرات الآلاف واحتراق عشرات آلاف الدونمات من الغابات والمساحات المفتوحة.

وأعلنت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، مساء الخميس، السيطرة الكاملة على الحرائق بعد تعبئة غير مسبوقة استمرت لأكثر من 30 ساعة متواصلة، بمشاركة 120 طاقم إطفاء، وبدعم من دول أوروبية أرسلت طائرات ومروحيات لمساعدة إسرائيل في السيطرة على الكارثة.
 

دعم جوي أوروبي واسع لإنقاذ الغابات

بحسب صحيفة كلكليست الإسرائيلية، تلقت إسرائيل دعمًا من دول مثل إيطاليا، كرواتيا، قبرص، بريطانيا، وفرنسا، التي أرسلت طائرات متخصصة في إخماد الحرائق من طراز CL-410، ومروحيات Bell 412.

الحر الشديد، وانخفاض نسبة الرطوبة، والرياح القوية، شكلت بيئة مثالية لامتداد ألسنة اللهب، مما أدى إلى احتراق نحو 20 ألف دونم من المساحات المفتوحة، منها 13 ألف دونم من الغابات، وفق الصندوق القومي الإسرائيلي، مع أضرار كبيرة طالت منتزه كندا تحديدًا، الذي يُعد أحد أبرز المساحات الخضراء في الوسط الإسرائيلي.
 

إجلاء 16 ألف شخص وتحذيرات أمنية من دخول الغابات

خلال ذروة اشتعال الحرائق، قامت السلطات بإجلاء ما يقارب 16 ألف شخص من مناطق مثل نڤيه إيلان، نطاف، بيت مئير، مسيلات صهيون، كإجراء وقائي، قبل السماح لهم بالعودة تدريجيًا بعد استقرار الوضع.

وأصدر جيش الاحتلال تحذيرات صارمة من دخول العديد من الغابات، بينها غابة اشتاؤول، غابة حولدا، منتزه بريتانيا، وغابة هاحميشا، لما يشكله ذلك من خطر على الحياة ولتعطيله جهود الإطفاء، داعيًا إلى “تجنب التجمهر والرحلات في المناطق القريبة من مراكز الاشتعال”.

إصابات وأضرار وخطة للسيطرة

أصيب 21 رجل إطفاء بجروح خفيفة، عاد معظمهم إلى العمل لاحقًا، بالإضافة إلى إصابة 3 مدنيين نُقلوا إلى مستشفى “أساف هروفيه”، في حين تم تسريح 9 مصابين آخرين بعد تلقي العلاج.

وبحسب مفوض الإطفاء، فقد تم تقليص عدد الفرق الميدانية تدريجيًا، مع الإبقاء على فرق مراقبة لرصد أي تجدد للاشتعال، خاصة في النقاط المعروفة بقابليتها للاشتعال.
 

في موازاة جهود الإطفاء، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابًا من القدس الشرقية على خلفية منشورات تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف فيها الحرائق بأنها “نار الجحيم على العدو”، في سلوك رآه المحققون مؤشراً على نية التحريض على إشعال الحرائق.

كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيف 18 مشتبهاً بتورطهم في إشعال الحرائق عمدًا، مؤكداً أن أحدهم “ضُبط متلبسًا”.

ومع ذلك، أشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحريق الأساسي قد يكون ناجمًا عن الإهمال من قبل متنزهين، مع ترك الباب مفتوحًا لاحتمال وجود بؤر أخرى تم إشعالها عمدًا لاحقًا.

فتح الطرق وعودة الحياة إلى طبيعتها

عقب تقييم شامل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إعادة فتح جميع الطرق التي أغلقت بسبب الحرائق، مع السماح بعودة جميع السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم، وسط تحذيرات من الاقتراب من الغابات المتضررة حتى إشعار آخر.

وتستعد السلطات الآن لإعادة تشجير المناطق المحروقة وإصلاح البنية البيئية، بينما تتجه الأنظار إلى تقرير مفصل من جهاز الأمن الداخلي حول ملابسات الحرائق وتقييم احتمالية تورط أفراد أو جماعات بدوافع قومية أو جنائية.

 


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *