إسرائيل تعلق دخول العمال الدروز من جنوب سوريا بعد اعتراض أمني

أعلنت إسرائيل، تعليق دخول العمال الدروز من جنوب سوريا إلى أراضيها، بعد اعتراض أمني من أحد الأجهزة الاستخباراتية، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام عبرية.

وكانت الخطة تقضي بالسماح لعدد من العمال الدروز السوريين، القاطنين في قرى تقع على بعد 5 إلى 10 كيلومترات من الحدود السورية الإسرائيلية، بالعمل ف الزراعة والبناء داخل إسرائيل، في مشروع اعتبره البعض محاولة لتطبيع اقتصادي محدود مع بيئة محلية حساسة أمنيًا.

الاستعدادات اكتملت.. ثم جاء القرار بالمنع

أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن القرار بتعليق دخول العمال جاء في اللحظة الأخيرة، رغم أن التحضيرات اللوجستية والإدارية كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة.

وأضافت أن الخطوة كانت تهدف إلى “مد جسر” بين إسرائيل والسكان المحليين في الجنوب السوري، مع نية مزدوجة: تقديم الدعم الاقتصادي للدروز السوريين، وفي الوقت نفسه تعزيز العلاقات بهدف أمني طويل المدى”.
 

اعتراض أمني يوقف المشروع.. دون كشف التفاصيل

ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن القرار جاء بعد تحفظ أمني أبداه أحد الأجهزة الاستخباراتية، من دون أن يتم تحديد هوية هذا الجهاز أو أسباب الاعتراض المباشرة. واكتفت القناة بالقول إن “المستوى السياسي امتثل للتحذيرات الأمنية وأوقف تنفيذ المشروع”.

ويُعتقد أن أسباب التجميد قد تتعلق بمخاوف من اختراق أمني، أو خشية من تحركات غير محسوبة لعناصر معادية قد تستغل مشروع إدخال العمال كغطاء للتسلل أو جمع المعلومات.

حساسية العلاقة مع دروز سوريا

يشكل الدروز في جنوب سوريا شريحة فريدة في معادلة الجبهة السورية، إذ تجمعهم صلات دينية وعرقية بدروز الجولان وإسرائيل، في وقت يعيشون فيه ضمن بيئة سورية مضطربة سياسيًا وأمنيًا. وتعتبر إسرائيل هذه المجتمعات بمثابة نافذة تواصل محتملة، لكنها محفوفة بالمخاطر.

وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول إمكانية تطوير علاقة إسرائيلية-درزية عبر الحدود، وما إذا كانت المحاولة الحالية قد توقفت مؤقتًا أم تم دفنها نهائيًا.

حتى الآن، لم تُعلن إسرائيل ما إذا كان تعليق المشروع دائمًا أو مؤقتًا، إلا أن التوقيت السياسي والأمني الذي يشهد تصعيدًا على عدة جبهات (في غزة، لبنان، وسوريا) يُشير إلى أن تل أبيب ربما قررت تجميد هذا النوع من المبادرات الحساسة مؤقتًا، إلى حين استقرار الصورة الإقليمية.