إيران ترفض تقرير الأمم المتحدة حول وجود عناصر القاعدة على أراضيها

أعرب ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، عن رفض بلاده القاطع لما ورد في تقرير فريق مراقبة العقوبات الأممي الذي زعم وجود عناصر من تنظيم القاعدة داخل الأراضي الإيرانية.

وأكد إيرواني، في رسالة رسمية موجهة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أن الادعاءات “غير مبنية على أي أدلة واقعية” وتعتمد فقط على مزاعم سياسية مصدرها دولة واحدة لم يُسمها.

ما موقف إيران من تنظيم القاعدة؟

أوضح المندوب الإيراني أن سجل بلاده في مكافحة الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش” و”القاعدة”، يؤكد التزامها بمحاربة الإرهاب عالميًا.

وأضاف أن الجمهورية الإسلامية لم تكن في أي وقت ملاذًا لعناصر إرهابية، بل كانت ولا تزال ضحية لهجمات إرهابية منظّمة، بدعم من بعض الحكومات المعروفة، في إشارة ضمنية لبعض الخصوم الإقليميين.
 

طهران: لا إثباتات ملموسة… والتقرير يتجاهل الحقائق الميدانية

انتقد إيرواني بشدة التقرير الأممي، مشيرًا إلى أنه يفتقر إلى أي إثبات موثوق أو دليل ميداني يدعم المزاعم الموجهة ضد إيران، واصفًا إياه بأنه “تقرير سياسي بامتياز”.

ولفت إلى تناقض التقرير مع واقع الميدان، خصوصًا في اليمن، حيث تخوض “أنصار الله” – المدعومة من إيران – مواجهات مباشرة مع تنظيم القاعدة.

أحد أبرز النقاط التي فندها إيرواني هي محاولات الربط بين طهران وتنظيم القاعدة في دول مثل سوريا ولبنان واليمن، معتبرًا أن هذه المزاعم تتناقض مع الحقائق الميدانية.

وأشار إلى أن العمليات الأخيرة التي نفذتها “أنصار الله” ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وكذلك التهديدات التي أطلقها التنظيم ضد الحوثيين، تؤكد أن لا صلة بين الطرفين، بل هناك عداء مباشر وواضح.

هل يعاني فريق العقوبات من الانحياز السياسي؟

دعا إيراني الأمم المتحدة إلى مراجعة آلية عمل فريق مراقبة العقوبات، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن التسييس وتجنّب تكرار الاتهامات القائمة على دوافع سياسية لا أمنية.

وأكد أن التقارير التي تُصدرها لجان العقوبات يجب أن تكون عادلة، مهنية، ومستندة إلى معايير موضوعية ووثائق موثوقة.

في ختام رسالته، جدّد المندوب الإيراني التأكيد على التزام بلاده بتعزيز التعاون الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب، وخاصة من خلال منظمة شنغهاي للتعاون، داعيًا إلى تطوير قنوات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني لمحاربة التهديدات الإرهابية عالميًا.