ابني كان بيستنجد وماحدش شافه.. وأنا مش هسيب حقه

قالت الدكتورة فاتن والدة السباح الراحل يوسف محمد إن ابنها طلب منها قبل بدء سباقه الأخير التقاط عدد كبير من الصور له مؤكدة أنه أصر على أن تحتفظ له بصور داخل الاستاد يوم البطولة وكأنه كان يريد توثيق لحظاته الأخيرة قبل دخوله السباق.

والدة السباح الراحل يوسف محمد 

وأوضحت أنها سلمت نجلها بيديها لمسؤولي اتحاد السباحة ليشارك في بطولة رسمية ولم تتوقع أن تكون تلك اللحظة آخر مرة تراه فيها وأن يوسف كان بطلا حقق بطولات الجمهورية وكأس مصر وتصدر مسابقات مناطق القاهرة وبورسعيد وكان دائم التفوق في مختلف مشاركاته.

وأكدت أن وفاة ابنها جاءت نتيجة إهمال داخل البطولة موضحة أن عشرين حكما ومنقذا ومسؤولا وقفوا حول عشرة لاعبين فقط لكنها فوجئت بعدم انتباه أي منهم لاختفاء يوسف تحت الماء لمدة عشر دقائق كاملة من دون تدخل أو مراقبة.

وروت تفاصيل الغرق قائلة إن ابنها اختفى داخل الحوض بينما لم يلاحظ أحد ما يحدث وأن قلبه توقف قبل وصول سيارة الإسعاف التي وصلت من دون طبيب أو تجهيزات طبية معتبرة أن هذا التقصير كان سببا مباشرا في فقدانه رغم أنه كان يتمتع بصحة ممتازة قبل السباق.

وذكرت أن انتقال يوسف من الاستاد إلى المستشفى استغرق وقتا طويلا بسبب الزحام وأن غياب التجهيزات داخل سيارة الإسعاف أدى إلى تأخر إنقاذه وأن المدرب حاول إجراء الإنعاش لكنه لم يتمكن من إعادة النبض.

وأضافت أنها تذكرت طلب يوسف قبل دخوله السباق أن تقص أظافره لأنه لا يريد النزول إلى المياه بهذا الشكل مؤكدة أنها لم تكن تعلم أن تلك اللحظة ستكون من آخر ما يجمعهما قبل رحيله.

وأشارت إلى أن يوسف كان ملتزما ومتفوقا رياضيا ودراسيا وأنه كان الأول على مدرسته وشارك في الامتحانات أونلاين فور انتهاء سباقاته وأنه حافظ على توازنه بين الدراسة والرياضة دون أي تقصير.

وطالبت بمحاسبة المسؤولين داخل اتحاد السباحة بسبب ما وصفته بالإهمال الجسيم مؤكدة أن البطولة يجب أن تتوقف لحين إعلان نتائج تحقيق شفاف وأن حق ابنها لن يضيع دون محاسبة عادلة.

وناشدت الجهات المعنية إعادة النظر في منظومة الأمان داخل البطولات مشيرة إلى أن شباب السباحة لا يحصلون على الرعاية الكافية وأن غياب الإنقاذ والتدخل السريع قد يتسبب في مآس أخرى.

وأوضحت أن يوسف كان على أعتاب الانضمام للمنتخب الوطني وأن الأندية كانت تشهد بموهبته الكبيرة مؤكدة أن مستقبله كان ينتظره الكثير وأن رحيله شكل خسارة للرياضة المصرية قبل أسرته.

وأكدت أنها متمسكة بحق ابنها وأنها لن تتراجع عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية وأنها ستظل تطالب بحقه حتى النهاية معتبرة أن العدالة هي الطريق الوحيد لإنصاف يوسف.