في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا، وتكثيف إسرائيل لضرباتها الجوية على الأراضي السورية، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، معلنة عن جهود دبلوماسية تهدف إلى تهدئة الوضع ووقف الأعمال القتالية.
وفي تصريحات رسمية، أكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن بلاده تجري محادثات مكثفة مع كل من إسرائيل وسوريا، في محاولة لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار الذي انهار سريعًا بعد إعلانه.
روبيو: قلقون من التصعيد ونعمل على وقفه
خلال مؤتمر صحفي عُقد في واشنطن على هامش توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة النووية مع البحرين، أعرب الوزير ماركو روبيو عن “قلق بلاده العميق” إزاء التصعيد العسكري الأخير.
وأوضح روبيو أن وقفًا لإطلاق النار كان قد تم التوصل إليه “ليلة أمس”، إلا أنه لم يصمد طويلاً.
وقال روبيو: “نحن قلقون للغاية ونريد أن تتوقف هذه الأعمال القتالية”، مضيفًا: “نحن على تواصل مع جميع الأطراف، ونعمل بشكل دؤوب على هذه المسألة”.
وكشف أنه أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من الأطراف المعنية، على أن يُعلَن لاحقًا عن مزيد من التفاصيل حول تطورات الجهود الدبلوماسية الأميركية.
إسرائيل: تعزيزات عسكرية على الحدود ووعود بحماية الدروز
في المقابل، أكدت إسرائيل عزمها على مواصلة عملياتها العسكرية في سوريا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان، إيال زامير، أمر بإرسال تعزيزات إضافية إلى القيادة الشمالية، وزيادة وتيرة الضربات العسكرية.
وأشار الجيش إلى أن الهدف الأساسي من العمليات هو وقف الهجمات ضد الدروز في منطقة السويداء، بحسب ما قاله المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي.
وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي ملتزم بالتحالف العميق مع أبناء الطائفة الدرزية، مضيفًا أن الجيش سيواصل ضرباته في جبل الدروز وكل مكان يتطلب ذلك.
كما أعلن عن تعزيز الفرقة 210 المسؤولة عن تلك المنطقة، إلى جانب الدفع بوحدات إضافية إلى المواقع الأمامية على الحدود.
اتصالات إسرائيلية أميركية وتوقعات بمواجهات طويلة
مصادر عسكرية إسرائيلية تحدثت لوسائل الإعلام العبرية، أكدت أن الجيش يستعد لاحتمال استمرار المواجهات لعدة أيام، وأنه قرر إعادة توجيه قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.
وأفاد موقع “واي نت” أن الجيش قرر نقل الفرقة 98 من غزة إلى الشمال، إلى جانب فرقة احتياط أخرى، بينما تلقت “الفرقة 35” تعليمات بالتأهب للتحرك شمالًا.
كما أشار مسؤول عسكري إسرائيلي إلى أن تل أبيب على تواصل دائم مع واشنطن بشأن الأوضاع في سوريا، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بإقامة وجود عسكري سوري على الحدود المشتركة، مشددًا على أن النظام السوري جزء من المشكلة وليس الحل، بسبب ما وصفه بـ”عدم منعه للهجمات على الدروز”.
مخاوف من اتساع رقعة الاشتباك
التطورات المتسارعة تثير قلقًا واسعًا من تحول المواجهة في الجنوب السوري إلى اشتباك إقليمي أوسع.
ومع استمرار تبادل الرسائل بين واشنطن وتل أبيب، تتجه الأنظار إلى نتائج الجهود الأميركية لاحتواء الموقف في سوريا، وسط تحذيرات من انفجار شامل قد يغير ملامح الجبهة الشمالية بالكامل.
نقلاً عن : تحيا مصر
لا تعليق