طور فريق بحثي من جامعة كولورادو في أمريكا أداة تقييم جديدة وموثوقة لقياس أداء مستخدمي الأطراف الاصطناعية المثبتة مباشرة في العظام (Osseointegrated Prostheses)، وهى تقنية حديثة تُستخدم لتعويض الأطراف بعد البتر.
وتُعد هذه الأداة الأولى من نوعها التي تجمع بين سرعة ارتداء الطرف الاصطناعي وكفاءة التنقل، مما يسمح بتقييم شامل لأداء المستخدمين بدقة وموضوعية، وفقا لجريدة medicalxpress.
تختلف الأطراف الاصطناعية المثبتة في العظام عن الأطراف التقليدية التي تعتمد على الجوارب والقبضات المرنة، حيث يتم زرع قضيب معدني داخل عظم الساق أو الفخذ، ويتم توصيل الطرف الاصطناعي مباشرة به.
وهذا الأسلوب يوفر للمستخدمين عدة مزايا مهمة تشمل زيادة الثبات، تقليل الضغط على الجلد، تحسين القدرة على الحركة، والراحة العالية، بالإضافة إلى سهولة ارتداء وخلع الطرف.
ومع ذلك، فقد كان التحدي الأكبر يتمثل في غياب أدوات قياس موثوقة لمدى كفاءة وأداء المستخدمين لهذه الأطراف الجديدة. وهنا جاء دور أداة “COLD-TUG” (اختبار كولورادو لارتداء الطرف الاصطناعي والتنقل)، التي تجمع بين قياس زمن ارتداء الطرف الاصطناعي وزمن تنفيذ اختبار التنقل المعروف باسم “اختبار النهوض والمشي”، لتقدم مؤشرًا واحدًا شاملًا يعكس مدى كفاءة الطرف الاصطناعي وأداء المستخدم.
أظهرت الدراسات التي أجريت باستخدام هذه الأداة أن مستخدمي الأطراف المثبتة في العظام يحتاجون وقتًا أقل لارتداء الطرف مقارنة بمستخدمي الأطراف التقليدية، ما يعكس سهولة الاستخدام والكفاءة العملية. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل تحسن ملموس في القدرة على المشي والثبات، مما يعزز من استقلالية المستخدمين ويقلل من شعورهم بالإرهاق أو الإعاقة.
هذه الأداة الجديدة لا تقتصر فائدتها على تقييم الأداء فقط، بل يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تصميم وتطوير أطراف اصطناعية مستقبلية تكون أكثر ملائمة لاحتياجات المستخدمين. كما تمهد الطريق أمام الأطباء والمعالجين الفيزيائيين لتحديد البرامج التأهيلية الأمثل ومتابعة تقدم المرضى بشكل أفضل.
في ظل تزايد أعداد المصابين بالبتر في مختلف أنحاء العالم، سواء بسبب الإصابات أو الأمراض المزمنة، فإن هذه التطورات التقنية تعني تحسينًا كبيرًا في جودة حياة الملايين، وتمكينهم من استعادة استقلاليتهم وثقتهم بأنفسهم بشكل أكبر.
نقلاً عن : كشكول
لا تعليق