ارتفاع أسعار النفط 7% وتجاوز خام برنت 78 دولارًا بعد غارات متبادلة بين إسرائيل وإيران

في عالم تتشابك فيه السياسة بالطاقة، يبدو أن كل صاروخ ينطلق ينعكس على برميل النفط، هكذا كانت الحال حين ارتفعت أسعار النفط بشكل دراماتيكي مع احتدام التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. 

فوسط دخان الغارات وقلق الأسواق، ارتفعت أصوات المستثمرين قبل أن ترتفع الأسعار، خوفًا من أن يضرب التوتر قلب الإمدادات في الشرق الأوسط، ويشعل الأسواق كما تشعل النيران المدن.

أسعار النفط العالمي اليوم 

شهدت أسواق النفط العالمية اضطرابًا كبيرًا أمس الجمعة، عقب تبادل كثيف للغارات الجوية بين إسرائيل وإيران، ما أثار موجة قلق بشأن استقرار صادرات النفط من الشرق الأوسط، ودفع بأسعار الخام إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر.

ارتفاع أسعار النفط العالمي 

ارتفع سعر خام برنت بنسبة 7.02% ليغلق عند 74.23 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس خلال التداول مستوى 78.5 دولارًا، الأعلى منذ 27 يناير الماضي، أما الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط، فقفز بنسبة 7.62% إلى 72.98 دولارًا، وكان قد بلغ ذروته أثناء الجلسة عند 77.62 دولارًا، في أقوى تحرك يومي منذ اندلاع حرب أوكرانيا.

وتزامن هذا الارتفاع الحاد مع إعلان إسرائيل عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ وقادة عسكريين إيرانيين، في عملية وصفتها بأنها “ممتدة” لمنع طهران من تطوير سلاح نووي. 

وإيران من جهتها ردت سريعًا، إذ أعلنت وسائل إعلام عن إطلاق صواريخ أصابت مناطق في تل أبيب، بينما سُمع دوي انفجارات في جنوب إسرائيل.

تنتج إيران قرابة 3.3 مليون برميل يوميًا

وفيما تتصاعد التوترات، أكدت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط أن عمليات التكرير والتوزيع لم تتأثر، وأن المنشآت لا تزال تعمل بكفاءة، وتنتج إيران قرابة 3.3 مليون برميل يوميًا، وتصدر نحو مليوني برميل من النفط ومشتقاته.

لكن القلق الأكبر يتمحور حول مضيق هرمز، الممر الحيوي الذي تمر عبره قرابة 20% من إمدادات النفط العالمية. مراقبون حذروا من أن أي إغلاق لهذا الممر سيشعل السوق العالمية بشكل غير مسبوق.

في الوقت ذاته، أشار محللون لدى أوبك إلى أن القدرة الاحتياطية لتعويض نقص الصادرات الإيرانية محدودة، ما يعزز احتمالات استمرار تقلبات السوق إذا طال أمد المواجهة.

من جانبه، صرّح وزير الطاقة الأميركي بأن بلاده تتابع عن كثب تأثير الأحداث على أمن الطاقة العالمي، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للتهدئة، خشية أن تخرج الأمور عن السيطرة.