استعداداً لمرحلة الحسم.. أعظم هدايا المنتخب السعودي لنادي الهلال
عادةً ما تمثل فترات التوقف الدولي “كابوساً” للمدربين والأندية حول العالم، حيث تسود المخاوف من “فيروس الفيفا” والإصابات والإرهاق، ولكن، في حالة نادي الهلال ومعسكر المنتخب السعودي الحالي في كأس العرب 2025 بالدوحة، انقلبت الآية تماماً.
يبدو أن “الأخضر” قرر تقديم أثمن الهدايا للزعيم الأزرق قبل الدخول في معترك الحسم المحلي والقاري، وهي: استعادة النسخة الفضلى من نجومه.
بينما يحتفل الشارع الرياضي السعودي بتأهل المنتخب المستحق إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز العريض على جزر القمر بثلاثية، كان هناك احتفال آخر صامت، وربما أكثر صخبا في الكواليس، للجهاز الفني لنادي الهلال، والسبب ليس الفوز فحسب، بل “الكيفية” التي ظهر بها نجوم “الزعيم”، وتحديداً سالم الدوسري ومحمد كنو.
سالم الدوسري.. عودة الروح للجسد
دخل سالم الدوسري المعسكر وهو يواجه بعض الانتقادات المعتادة حول تذبذب المستوى أو الإرهاق الذهني مع ناديه في فترات سابقة، لكن ما شاهدناه في ملعب “البيت” لم يكن مجرد لاعب يؤدي واجبه الوطني، بل كان قائداً يستعيد بريقه المفقود.
الهدف “المارادوني” الذي سجله سالم، والتحركات الخفيفة، والقدرة على المراوغة في المساحات الضيقة، كلها مؤشرات تؤكد أن “التورنيدو” تخلص من الضغوط النفسية التي ربما كانت تكبله قبل المعسكر.
سالم سيعود للهلال ليس فقط جاهزاً بدنياً، بل سيعود أيضا “منتعشاً” ذهنياً؛ وهو ما يحتاجه الفريق بشدة في الأسابيع المقبلة.
كنو.. العملاق يستيقظ
الهدية الثانية والأبرز هي “انفجار” محمد كنو، الذي كان دائما لغزاً محيراً؛ إذ يمتلك إمكانيات عالمية لكنه يسقط أحياناً في فخ الرتابة، ففي مباراة جزر القمر، شاهدنا كنو “النسخة التهديفية” الشرسة، مسجلاً ثنائية نادرة ولاعباً دور “الرئة” التي لا تتوقف في وسط الملعب.
هذا التحول من لاعب ارتكاز يؤدي الدور التقليدي إلى لاعب “بوكس تو بوكس” حاسم، هو بالضبط ما كان ينقص تركيبة وسط الهلال في بعض المباريات المعقدة هذا الموسم، كنو يعود بجرعة ثقة هائلة ستجعل منه ورقة رابحة لا غنى عنها.
دفاع حديدي وثقة متجددة
لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه حسان تمبكتي ورفاقه في الخط الخلفي. الخروج بانتصارات مقنعة وأداء دفاعي صلب يمنح هؤلاء اللاعبين “فورمة مباريات” عالية النسق، أفضل كثيرا من التدريبات الروتينية في النادي.
المنتخب السعودي في كأس العرب يقوم حالياً بعملية “إعادة تأهيل شاملة” لنجوم الهلال، إنهم لا يلعبون فقط، بل يتطورون، يستعيدون شغفهم، وينفضون غبار الانتقادات.
الهلال، الذي يستعد لمرحلة حصاد الموسم، لم يكن ليحلم بمعسكر إعدادي أفضل من هذا؛ حيث يعود إليه نجومه وهم في قمة نشوتهم الكروية، وجاهزون لافتراس الخصوم بالشراسة نفسها التي أظهروها بقميص الوطن.
نقلاً عن: إرم نيوز
