اضطراب الهوية الجنسية.. 4 طرق للعلاج بينها التدخل الجراحي

اضطراب الهوية الجنسية.. 4 طرق للعلاج بينها التدخل الجراحي

اضطراب الهوية الجنسية هو شعورٌ بالضيق ربما يحدث عندما تختلف الهوية للشخص عن الجنس المحدد له عند الولادة.

ويصاب بعض المتحولين جنسياً، وأصحاب الهويات الجنسية المتنوعة باضطراب الهوية الجنسية في مرحلة ما من حياتهم، بينما يشعر آخرون من المتحولين جنسياً، وأصحاب الهويات الجنسية المتنوعة بالارتياح مع أجسادهم وهوياتهم الجنسية، ولا يصابون باضطراب الهوية الجنسية.

وأدرج تشخيص اضطراب الهوية الجنسية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي تنشره الجمعية الأميركية للطب النفسي، لمساعدة المصابين باضطراب الهوية الجنسية على الحصول على الرعاية الصحية والعلاج الذي يحتاجون إليه.

ويركز تشخيص اضطراب الهوية الجنسية على شعور الضيق بوصفه المشكلة الأساسية، وليس الهوية بحد ذاتها.

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

الهوية الجنسية هي الإحساس الداخلي بكون الإنسان ذكراً، أو أنثى، أو في مكان ما على طول طيف الجنس، أو الإحساس الداخلي للشخص بكونه جنساً غير الذكر والأنثى.

يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الهوية الجنسية باختلاف كبير بين هويتهم الجنسية، والجنس الذي ولدوا به، ويختلف اضطراب الهوية الجنسية عن عدم اتباع السلوكيات الجنسية النمطية، ويشمل الشعور بالضيق بسبب الرغبة الشديدة الدائمة في الانتماء لجنس آخر.

وربما يبدأ اضطراب الهوية الجنسية في مرحلة الطفولة، ويستمر إلى سنوات المراهقة والبلوغ، لكن قد يمر بعض الأشخاص بفترات زمنية لا يلاحظون فيها اضطراب الهوية الجنسية، أو قد تبدو المشاعر وكأنها تظهر وتختفي، ويُصاب بعض الأشخاص باضطراب الهوية الجنسية عند بدء مرحلة البلوغ، وقد لا تُصاب حالات أخرى بهذا الاضطراب إلا في مراحل عمرية لاحقة.

وربما يعبر بعض المراهقين عن إحساسهم باضطراب الهوية الجنسية لوالديهم، أو أخصائي الرعاية الصحية، في حين تظهر على الآخرين أعراض اضطراب المزاج، أو القلق، أو الاكتئاب، أو يواجهون صعوبات اجتماعية، أو مشكلات في المدرسة.

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية

يتطلب تشخيص اضطراب الهوية الجنسية وجود شعور بالضيق يستمر 6 أشهر على الأقل؛ بسبب عدم التوافق بين الهوية الجنسية، ونوع الجنس عند الولادة، مصحوباً باثنين أو أكثر مما يلي:

  • اختلاف بين الهوية الجنسية والأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية.
  • رغبة شديدة في التخلص من الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية، أو رغبة في منع تطور السمات الجنسية الثانوية.
  • رغبة ملحة في الحصول على الأعضاء الجنسية أو السمات الجنسية الثانوية للجنس الآخر.
  • رغبة قوية في أن يصبح الشخص من الجنس الآخر أو يُعامل مثله.
  • اعتقاد شديد بامتلاك المشاعر والسلوكيات الخاصة بالجنس الآخر. 

ينطوي اضطراب الهوية الجنسية أيضاً على شعور بالضيق بشكل يجعل من الصعب إنجاز العمل، وحضور المدرسة، والتعامل مع المواقف الاجتماعية، وأجزاء أخرى من الحياة اليومية.

علاج اضطراب الهوية الجنسية

يهدف العلاج إلى تخفيف اضطراب الهوية الجنسية، وتُحدَّد أهداف علاج اضطراب الهوية الجنسية وفقاً لكل حالة على حدة.

في حال الإصابة باضطراب الهوية الجنسية، من الضروري التواصل مع طبيب مختص لديه خبرة في مجال رعاية الأشخاص المتنوعين جنسياً.

ربما يشمل علاج اضطراب الهوية الجنسية تغييرات في المظهر الجنسي، واستخدام العلاج الهرموني، والتدخل الجراحي، والعلاج السلوكي الداعم.

التغييرات في التعبير الجنسي

يشير التعبير الجنسي إلى الطريقة التي يُظهر بها الشخص هويته للعالم من خلال مظهره أو سلوكه، وربما يشمل التعبير الملابس، والإيماءات، وأسلوب التواصل، والاهتمامات، وغيرها من العوامل، وقد تتضمن التغييرات في التعبير الجنسي لتخفيف اضطراب الهوية الجنسية، ارتداء ملابس معينة، أو التحدث والتصرف بطرق تتماشى مع هوية الفرد.

العلاجات الطبية

قد يشمل العلاج الطبي لاضطراب الهوية الجنسية:

  • العلاج الهرموني المؤكد للجنس للمساعدة على تطابق المظهر الجسدي مع الهوية الجنسية.
  • جراحة تأكيد الجنس، وتشمل إجراءات طبية لتغيير شكل الصدر، أو الأعضاء التناسلية، أو ملامح الوجه.

ويعتمد اختيار العلاج الطبي على أهداف المريض، مع مراعاة المخاطر والفوائد المحتملة لكل خيار علاجي، وعند تحديد العلاج، تُؤخذ في الاعتبار أيضاً الحالات المرَضية الأخرى للمريض، وقد تؤثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمريض على الخطة العلاجية أيضاً.

علاج الصحة السلوكية

يهدف علاج الصحة السلوكية إلى تحسين الصحة العقلية وجودة الحياة، ولا يهدف هذا العلاج إلى تغيير الهوية الجنسية، إنما يهدف لمساعدة الأشخاص في التعامل مع المخاوف المتعلقة بنوع الجنس، وإيجاد طرق لتخفيف حدة اضطراب الهوية الجنسية.

وفي حالات كثيرة، يساعد علاج الصحة السلوكية الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسية في الانسجام مع الطريقة التي يعبرون بها عن هويتهم الجنسية، ويفيد ذلك في تحسين تفاعلاتهم مع أنشطة الحياة اليومية، بما يشمل المدرسة والعمل والعلاقات، كما يمكن أن يستهدف العلاج مخاوف أخرى في ما يخص الصحة العقلية.

وقد يشمل علاج الصحة السلوكية التوجيه المعنوي للأفراد والأزواج والأُسر والمجموعات لمساعدتهم في:

  • معالجة الآثار العقلية والعاطفية للتوتر الناتج عن التعرض للتحيّز والتمييز بسبب الهوية الجنسية، أو ما يُعرف بتوتر الأقليات الجنسية.
  • تكوين شبكة دعم.
  • وضع خطة لمعالجة المشكلات المتعلقة بالإفصاح عن الهوية الجنسية للعائلة والأصدقاء والزملاء وغيرهم.
  • التعبير عن الهوية الجنسية بأريحية.
  • اكتشاف النواحي الصحية للحياة الجنسية.
  • اتخاذ قرارات بشأن خيارات العلاج الطبي المتاحة.

نقلاً عن: الشرق

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف