تطور خطير يعكس استمرار حالة الفوضى الأمنية في الجنوب السوري، اغتيل السفير السوري المنشق نور الدين اللباد وشقيقه، اليوم الأربعاء، على يد مسلحين مجهولين استهدفوهما داخل منزلهما في مدينة الصنمين بريف درعا.
الهجوم الذي وقع في وضح النهار، أثار العديد من التكهنات حول الجهة التي تقف وراءه، خاصة أن اللباد كان أحد أبرز المنشقين الدبلوماسيين عن نظام بشار الأسد، وانضم إلى المعارضة منذ عام 2013، حيث شغل منصب ممثل الائتلاف السوري في فرنسا.
وُلد نور الدين اللباد عام 1962، وبدأ مسيرته المهنية كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية، حيث شغل مناصب رفيعة في عدة دول، من بينها اليمن وفرنسا والعراق وتركيا وليبيا. لكن مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، بدأ اللباد بالتعبير عن مواقفه المعارضة لنظام الأسد، قبل أن يعلن انشقاقه رسميًا في عام 2013.
بعد انشقاقه، أصبح اللباد وجهًا دبلوماسيًا بارزًا في المعارضة السورية، حيث مثّلها في المحافل الدولية، قبل أن يعود مؤخرًا إلى مسقط رأسه في الصنمين جنوب سوريا، رغم المخاطر الأمنية المتزايدة التي تحيط بالمنشقين عن النظام.
اغتيال سياسي أم تصفية حسابات؟
اغتيال اللباد يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول الجهة المسؤولة عن العملية، خاصة في ظل تصاعد عمليات التصفية السياسية في درعا، التي باتت تشهد حربًا خفية بين الأطراف المتصارعة.
المراقبون يطرحون عدة احتمالات حول دوافع الاغتيال، حيث يرى البعض أن العملية قد تكون جزءًا من حملة تصفية ضد المعارضين العائدين، خاصة أن النظام السوري لطالما اتُهم باستخدام الاغتيالات كسلاح ضد المنشقين الذين يعودون إلى البلاد بعد سنوات من المنفى.
في المقابل، لا يمكن استبعاد الاحتمالات الأخرى، مثل تورط جماعات مسلحة محلية أو ميليشيات مدعومة من قوى إقليمية، تسعى إلى فرض نفوذها عبر التخلص من الشخصيات التي قد تمثل تهديدًا لها.
درعا.. بؤرة اغتيالات لا تنتهي
لم يكن اغتيال اللباد حادثة معزولة، بل يأتي في سياق سلسلة طويلة من الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات بارزة في درعا خلال السنوات الأخيرة.
منذ سيطرة النظام السوري على المحافظة بموجب اتفاق المصالحة عام 2018، تحولت درعا إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، حيث تعرض عشرات القادة العسكريين والميدانيين السابقين في المعارضة للاغتيال، دون أن تتبنى أي جهة مسؤولية تلك العمليات.
التوترات المتزايدة في المنطقة جعلت الأوضاع الأمنية أكثر هشاشة، خاصة مع استمرار وجود خلايا تابعة للنظام، وأخرى تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، بالإضافة إلى مجموعات تسعى إلى تقويض أي استقرار محتمل من خلال عمليات اغتيال ممنهجة.
كيف سيتفاعل المشهد السوري مع هذه الجريمة؟
اغتيال اللباد يحمل رسائل متعددة للمنشقين والمعارضين الذين يفكرون في العودة إلى سوريا، حيث يؤكد أن المصالحات التي يروج لها النظام لا توفر أي ضمانات حقيقية للمنشقين، بل قد تجعلهم عرضة للاستهداف بمجرد عودتهم.
على المستوى السياسي، قد يؤدي هذا الاغتيال إلى زيادة التوترات في درعا، حيث من المتوقع أن تشتعل حالة من الغضب الشعبي، خاصة إذا ما ثبت تورط النظام أو أي من حلفائه في هذه الجريمة.
أما على المستوى الدولي، فمن غير المرجح أن يمر هذا الحدث دون أن يترك أثرًا على موقف المعارضة السورية، التي قد تستخدمه لإثبات أن العودة إلى سوريا تحت حكم الأسد لا تزال مغامرة خطرة ومميتة.
نقلاً عن : تحيا مصر
- الأهلى يبدأ التنسيق مع شركة تذكرتى لرد قيمة تذاكر لقاء القمة لجماهيره - 12 مارس، 2025
- المجلس القومى للمرأة يطلق مشروع انتاج السماد العضوي «الكمبوست» من تحويل المخلفات الزراعية بمحافظة القليوبية - 12 مارس، 2025
- بالصور البابا تواضروس الثاني يشهد احتفالية اليوبيل الفضي لوكيل بطريركية الإسكندرية - 12 مارس، 2025
لا تعليق