مع اقتراب إعلان نتائج تنسيق الجامعات، يعيش طلاب الثانوية العامة حالة من الحيرة والقلق بشأن اختيار الكلية المناسبة وفي هذا السياق، وجه الخبير التربوي الدكتور محمد خليل موسى، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، نصيحة مهمة لطلاب الثانوية العامة المنتظرين للتنسيق الجامعي، مؤكدًا ضرورة عدم الانسياق وراء ضغوطات الأسرة أو المقارنات بالأقران والزملاء.
وشدد على أن وهم كليات القمة لم يعد كما كان، مشيرًا إلى أن هذا التصور التقليدي أدى إلى ارتفاع نسب البطالة بين خريجي كليات مثل الطب والصيدلة وطب الأسنان. ولفت إلى أن أحد كبار الأطباء مؤخرًا نصح بعدم الالتحاق بطب الأسنان بسبب تكدس الخريجين وصعوبة الحصول على فرص عمل.
وأكد الدكتور خليل أهمية التفكير الواقعي في احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، الذي يتطلب مهارات متنوعة تتجاوز مجرد الحصول على مجموع عالي، ونصح الطلاب بالاهتمام بتطوير مستواهم في اللغات، خاصة اللغات الجديدة مثل الصينية، اليابانية، الكورية، والألمانية، التي أصبح خريجوها أكثر طلبًا من خريجي اللغة الإنجليزية، كما دعا إلى تنمية الذكاء الاجتماعي ومهارات التواصل والعرض، والاهتمام بالتخصصات الحديثة مثل هندسة الاتصالات والذكاء الاصطناعي، باعتبارها من التخصصات الواعدة المطلوبة عالميًا.
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور محمد خليل موسى، على ضرورة دراسة متطلبات سوق العمل بعناية، داعيًا الطلاب إلى أداء صلاة الاستخارة قبل اتخاذ قرار مصيري يتعلق بالمستقبل الجامعي والمهني، واختتم بقوله: “ما خاب من استخار، وما ندم من استشار”، مؤكدًا أن التوجه الواعي والمستنير هو السبيل لبناء مستقبل مهني ناجح ومستقر.
أستاذ تربية.. احذر التسرع في اختيار الكلية
قال الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، إن هناك عددًا كبيرًا من طلاب الثانوية العامة لم يحققوا النتائج التي كانوا يتمنونها، سواء بسبب تقصير منهم أو لأسباب خارجة عن إرادتهم، وهو ما سبب لهم شعورًا بالإحباط، خاصة في ظل عدم وجود فرصة لإعادة السنة الدراسية. وأوضح أن هذا يتطلب من الطلاب التفكير الواقعي في البدائل المتاحة أمامهم.
وأضاف الدكتور عبد العزيز، أنه إذا كان الطالب يثق في قدراته الحقيقية، التي لم تُظهرها نتائج الثانوية العامة، فبإمكانه التفكير في الالتحاق بإحدى الجامعات الخاصة أو الأهلية، إذا كانت ظروف الأسرة المالية تسمح بذلك. وفي هذه الحالة يمكنه اختيار كلية أو معهد قريب من طموحاته، حسب المجموع الذي يؤهله للدخول إلى تلك المؤسسات، مما يمنحه فرصة لاستكمال دراسته في التخصص الذي يحلم به.
أما إذا لم تكن الجامعات الخاصة أو الأهلية خيارًا متاحًا من الناحية المادية، فنصح الدكتور عبد العزيز الطلاب بأن يكونوا حذرين عند اختيار الكلية أو المعهد المتبقي لهم في التنسيق، مؤكدًا أهمية عدم التسرع أو الالتحاق بتخصص لا يوفر فرصة حقيقية للعمل بعد التخرج.
استشاري نفسي: اعرف نفسك جيدًا واجمع المعلومات قبل اختيار التخصص
قدّم الدكتور محمود محمد علام، استشاري الإرشاد النفسي والأسري، مجموعة من النصائح المهمة لمساعدة طلاب الثانوية العامة في اختيار المسار الدراسي المناسب بعد ظهور النتائج، وأكد أن الخطوة الأولى تبدأ من معرفة الذات، إذ يجب على الطالب تحديد ميوله واهتماماته ونقاط قوته، متسائلًا: “ما الذي أستمتع به؟ وما الذي يمكنني أن أبدع فيه؟”.
وأضاف أن جمع المعلومات عن الكليات والتخصصات المختلفة، والتعرف على متطلبات سوق العمل، من الخطوات الأساسية لاتخاذ قرار مدروس، كما أوصى بالاستفادة من تجارب الخريجين لفهم الواقع العملي لكل تخصص.
وأشار الدكتور علام إلى ضرورة وضع خيارات واضحة ومناسبة لقدرات الطالب ومجموعه واهتماماته، مع مقارنة الكليات التي يراها ملائمة له ليختار الأفضل من بينها، كما شدد على أهمية تجاهل الضغوط الخارجية، سواء من الأسرة أو المجتمع، مؤكدًا أن قرار اختيار التخصص يجب أن يكون نابعًا من الطالب نفسه، مع أهمية الاستماع لآراء الآخرين دون السماح لهم بفرض اختياراتهم عليه أو التشكيك في قناعاته.
وأوصى الدكتور محمود علام، الطلاب بالاستعانة بالله وأداء صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار، مؤكدًا أن التوفيق لا يتوقف فقط على حسن الاختيار، بل يعتمد أيضًا على الجهد والعمل بعده، ونبه إلى أن اختيار التخصص ليس قرارًا مصيريًا لا رجعة فيه، حيث نجح كثيرون في مجالات بعيدة عن دراستهم الأصلية، قائلًا: “اختر ما يناسبك الآن، ويمكنك دائمًا تعديل مسارك لاحقًا إذا لزم الأمر”.
نقلاً عن : كشكول
- عمرو دياب يثير الجدل من جديد وينشر ترتيب أغاني تامر حسني - 29 يوليو، 2025
- إجراءات وقائية لضمان استدامة الإنتاج - 29 يوليو، 2025
- مصر تصدت لمخطط التهجير.. ودعم القضية الفلسطينية نابع من مبدأ وقوة - 29 يوليو، 2025
لا تعليق