ترامب , في خطوة اقتصادية جديدة أعلنها الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي، أقدمت الولايات المتحدة على فرض زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية. وهذه الزيادة قد تصل إلى 54%، مقارنةً بمعدل 20% الذي كان مفروضًا في بداية ولايته. من شأن هذه الزيادة أن تترك تأثيرًا كبيرًا على أسعار المنتجات المستوردة، وخاصة الأجهزة الإلكترونية المصنعة في الصين مثل هواتف آيفون من شركة آبل.

زيادة الرسوم الجمركية بقرار ترامب التحديات الاقتصادية الجديدة
تمثل هذه الزيادة في الرسوم الجمركية أحد تطورات الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين. مع فرض الرسوم المرتفعة، ستتأثر أسعار العديد من السلع الإلكترونية، وخاصة الأجهزة التي تعتمد بشكل رئيسي على التصنيع في الصين. تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي، حيث يعاني الكثير من الأسواق من تأثيرات جائحة كورونا، وما تبعها من تداعيات اقتصادية. وبالنسبة للمستهلك الأمريكي، فإن هذا التغيير سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع الأسعار على مجموعة واسعة من السلع، وهو ما سيؤثر على القدرة الشرائية بشكل ملحوظ.

تأثير رسوم ترامب على أسعار هواتف آيفون
تعد الصين المصدر الأساسي لإنتاج هواتف آيفون، حيث تُنتج سنويًا ما يقرب من 200 مليون وحدة. وبالتالي، فإن فرض رسوم جمركية بهذه النسبة المرتفعة سيكون له تأثير مباشر على تكلفة هذه الهواتف في السوق الأمريكية والعالمية. ووفقًا لتقديرات المحللين، قد يشهد المستهلكون زيادة في الأسعار قد تصل إلى 43% على بعض الطرازات، مما قد يرفع سعر هاتف آيفون إلى مستويات غير مسبوقة. إذا قررت شركة آبل أن تتحمل تلك الزيادات في التكاليف دون تعديل الأسعار، فإن هذا سيؤثر على هوامش ربحها بشكل كبير.
على سبيل المثال، قد يرتفع سعر هاتف آيفون 16e الأقل تكلفة من حوالي 600 دولار إلى نحو 858 دولارًا، وهو ما قد يخلق عبئًا إضافيًا على المستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي تتسم بتضخم الأسعار وضعف القدرة الشرائية.

خيارات آبل وتأثيرات الحرب التجارية على سوق الأسهم
تواجه شركة آبل الآن خيارات صعبة للغاية. يمكن للشركة أن تختار بين زيادة الأسعار على المستهلكين أو تحمل التكاليف المرتفعة من دون تعديل الأسعار. في كلتا الحالتين، هناك خطر من التأثير على المبيعات في الأسواق الكبرى، خصوصًا إذا زادت الأسعار بنسبة تتراوح بين 5% و10%، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب على الهواتف.
من الناحية الاقتصادية، بدأت تداعيات الحرب التجارية تظهر بشكل واضح على أسواق المال. فقد شهد سهم شركة آبل انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 9% ليصل إلى 203.18 دولارًا أمريكيًا، وهو أسوأ أداء له منذ سبتمبر 2020. وتُعزى هذه الخسائر إلى الضغوط الناتجة عن زيادة الرسوم الجمركية وتأثيرات الحرب التجارية على أرباح الشركة. كما يشير بعض المحللين إلى أن هذه الزيادة في الرسوم قد تكلف آبل حوالي 40 مليار دولار أمريكي، وهو رقم ضخم من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على استراتيجية الشركة المالية على المدى الطويل.

التفاوض مع الحكومة الأمريكية: الأمل في الإعفاءات؟
بينما يرى البعض أن هناك إمكانية للتفاوض مع الحكومة الأمريكية للحصول على إعفاءات من هذه الرسوم الجمركية، يبدو أن هذا الخيار غير مرجح في ظل التوجهات السياسية والإدارية الحالية. في ضوء السياسة الاقتصادية المتشددة التي تتبعها الإدارة الأمريكية السابقة، يُتوقع أن تظل الرسوم سارية، مما يعني أن الشركات مثل آبل ستواجه تحديات اقتصادية إضافية في ظل هذه الظروف.
في الختام، يُتوقع أن تؤثر زيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية بشكل كبير على أسعار هواتف آيفون وغيرها من المنتجات الإلكترونية في السوق الأمريكية، ما يضع الشركات الكبرى أمام مفترق طرق، خاصة في ظل التوقعات الاقتصادية السلبية.
نقلاً عن : صوت المسيحي الحر
- ما حكم شهادة الزور في محاضر الشرطة والنيابة.. د. علي جمعة يجيب - 7 أبريل، 2025
- تماسك البورصة المصرية بالرغم من خسارتها 73 مليار - 7 أبريل، 2025
- البنك الأهلي حل المشكلة تطبيق بدون إي رسوم تعرف على تفاصيل بديل الإنستا باي - 7 أبريل، 2025
لا تعليق