الأسطورة القادمة.. أعظم هدايا النصر للمنتخب السعودي
منذ سنوات طويلة، والكرة السعودية تبحث عن خليفة حقيقي في مركز حراسة المرمى يعيد للأذهان زمن العمالقة، زمن الدعيع.
ظلت هذه الخانة تؤرق الجماهير والمدربين على حد سواء، خاصة مع فتح باب الاحتراف للحراس الأجانب وسيطرتهم المطلقة على الخشبات الثلاث في الأندية الكبرى.
وسط هذا المشهد المعقد، برز اسم نواف العقيدي ليس مجرد حارس مرمى واعد، بل كمشروع قائد وطني، وأعظم هدية قدمها نادي النصر لمستقبل المنتخب السعودي.
ميلاد حارس خارق
لا يمكن الحديث عن العقيدي دون استحضار تلك الليلة الصعبة قبل شهر في تصفيات كأس العالم عندما تصدى العقيدي لكرة كانت لتلامس الشباك في آخر لحظات مباراة الملحق بين المملكة العربية السعودية وأسود رافدين.
فرغم الضغط الجماهيري الهائل، وقف العقيدي كالأسد في العرين. طار العقيدي بمرونة مذهلة ليحول الكرة خارج المرمى. لم يكن مجرد تصدٍ لكرة، بل كان إعلاناً عن ميلاد حارس لا يهتز في المواعيد الكبرى، يقرأ لغة الجسد للمهاجمين ويتحرك قبل الكرة بذكاء فطري.
عقلية القائد.. محامي المشروع السعودي
لكن الموهبة الفنية وحدها لا تصنع أسطورة؛ العقلية هي الأساس. وهنا يتفرد العقيدي بشخصية ناضجة تفوق سنوات عمره.
تجلى ذلك بوضوح في المؤتمر الصحفي الشهير خلال كأس العرب الجارية حينما حاول أحد الصحفيين العمانيين التقليل من شأن اللاعب السعودي والتشكيك في جدوى المشروع الرياضي الضخم للمملكة واستقطاب النجوم العالميين، ملمحاً إلى أن ذلك سيقضي على فرصة اللاعب المحلي.
رد العقيدي كان واثقاً وبنبرة القائد المستقبلي؛ دافع بشراسة عن المشروع السعودي، مؤكداً أن احتكاك اللاعب السعودي بالنجوم العالميين يرفع من مستواه ولا يلغيه، وأن اللاعب السعودي يمتلك الجودة لفرض نفسه. تلك الكلمات لم تكن مجرد تصريح، بل كانت رسالة طمأنينة للشارع الرياضي بأن حامي العرين يمتلك عقلاً يوازي في قوته قفازاته. هذه العقلية هي بالضبط ما يحتاجه الأخضر في استحقاقات كأس العالم وكأس العرب وكل ما هو قادم.
الاستثناء الوحيد.. كسر هيمنة الأجانب
ولعل الإنجاز الأكبر لنواف العقيدي هو كسره للقاعدة الحديدية في الدوري السعودي حالياً. فبينما تتسابق أندية الصندوق والأندية الكبرى للتعاقد مع حراس مرمى أجانب (بونو في الهلال، ميندي في الأهلي، ورايكوفيتش في النصر)، بقي النصر في فترات حاسمة -بوجود العقيدي- النادي الوحيد بين الكبار الذي يراهن على المنتج الوطني في هذا المركز الحساس.
لقد نجح العقيدي في افتكاك مركزه عنوة حتى في وجود حارس أجنبي، ليس بقرار إداري، بل بمستواه الذي أجبر الجميع على احترامه، متفوقاً في فترات كثيرة على خيارات أجنبية ومثبتاً أن الحارس السعودي قادر على حماية عرين فريق ينافس على كل الألقاب ومدجج بنجوم بحجم كريستيانو رونالدو.
نواف العقيدي ليس مجرد حارس عابر في تاريخ النصر أو المنتخب؛ هو الحل الجذري لأزمة الحراسة، والبرهان الحي على أن اللاعب السعودي قادر على أن يكون الرقم الصعب.
نقلاً عن: إرم نيوز
