الأسهم ترتفع والدولار يتراجع وسط مخاوف الإغلاق

سجلت الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للمؤشرات الأميركية مكاسب اليوم الإثنين، في إشارة إلى أن موجة الارتفاع التي شهدتها “وول ستريت” نهاية الأسبوع الماضي قد تستمر، بعد صدور قراءة التضخم.
وارتفعت عقود “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” بنسبة 0.3%، بعد أن أنهى كلا المؤشرين جلسة الجمعة على ارتفاع، ليوقفا سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام. كما عوّضت الأسهم الآسيوية خسائرها المبكرة لترتفع 0.3%، مع صعود مؤشر هونغ كونغ بنسبة 1.5%. بالمقابل، تراجعت الأسهم اليابانية متأثرة بتوزيعات الأرباح، بينما ارتفعت الأسهم في البر الرئيسي الصيني بنسبة 0.5% بدعم من بيانات اقتصادية قوية.
وانخفض النفط بنسبة 0.5% مع تداولات تشير إلى أن تحالف “أوبك+” قد يدرس رفع إنتاجه في نوفمبر بأكثر من 137 ألف برميل يومياً، وهي الزيادة المجدولة لشهر أكتوبر. في المقابل، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية، بينما تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار لليوم الثاني، متأثراً بتدفقات نهاية الشهر والمخاوف من إغلاق حكومي أميركي. كما صعدت عوائد السندات الأميركية.
من المقرر أن يلتقي الرئيس دونالد ترمب اليوم بقادة الكونغرس، قبل يوم واحد فقط من انتهاء التمويل الحكومي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق على مشروع إنفاق مؤقت يُبقي الحكومة ممولة حتى منتصف نوفمبر، قبل الموعد النهائي في الأول من أكتوبر.
وكتب بيتر دراغيسيفيتش، استراتيجي في شركة “كورباي”، في مذكرة: “في حال حدوث إغلاق، سيتم تعليق عمل الموظفين الفيدراليين، ما قد يضغط على النشاط الاقتصادي الأميركي، إضافة إلى تأجيل نشر البيانات الرسمية”. وأضاف: “الفشل في تفادي الإغلاق سيبرز البيئة الصعبة التي يواجهها الاقتصاد الأميركي، ما قد يضغط أكثر على الدولار”.
وفي جلسة الجمعة، استغل المستثمرون تراجعات السوق للشراء، بينما شهد منحنى العائد على السندات الأميركية ميلاً طفيفاً للارتفاع، بعد أن جاءت بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي — المفضّل لدى الفيدرالي لقياس التضخم — ضمن نطاق التوقعات (لكنها جاءت أعلى من أوسط التقديرات).
وبحسب بيانات المقايضات التي جمعتها بلومبرغ، يواصل المتداولون المراهنة على احتمال كبير لخفض جديد في سعر الفائدة الشهر المقبل، في محاولة لدعم سوق العمل المتباطئ.
ماذا يقول خبراء “بلومبرغ”؟
قال مارك كرانفيلد، استراتيجي الاقتصاد الكلي في MLIV: “توقعات خفض الفائدة تعزز متانة أسواق الأسهم، إذ يتوقع المستثمرون نهاية قوية لعام المخاطر. في حين يتم تجاهل التعريفات الجمركية والبيانات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية، تستمر موجة الذكاء الاصطناعي في دعم الأسواق. أما الأسهم الصينية، فقد تستفيد من انتعاش أرباح القطاع الصناعي في بداية الأسبوع الذهبي”.
ومن المتوقع أن تتركز أنظار المستثمرين على لقاء ترمب وقادة الكونغرس، مع تزايد القلق من أن يؤدي الإغلاق إلى تأجيل نشر بيانات مهمة مثل تقرير الوظائف يوم الجمعة — أحد المؤشرات الرئيسة التي يعتمدها الفيدرالي في قراراته بشأن الفائدة.
وقال غاريث نيكولسون، رئيس الاستثمار في “نومورا إنترناشونال ويلث مانجمنت”، في مقابلة مع “بلومبرغ”: “إذا حدث الإغلاق، فذلك سيكون مكروهاً من قِبل المتداولين. فهم يكرهون الغموض، وسوق العمل هو مؤشر رئيسي لتوجهات المخاطر”.
وفي آسيا، كانت الأسهم الصينية محط الأنظار، إذ أظهرت بيانات رسمية أن السياسات الحكومية لمواجهة فائض الإنتاج والانكماش بدأت تؤتي ثمارها قبيل عطلة الأسبوع الذهبي التي تبدأ الأربعاء.
وارتفعت أرباح القطاع الصناعي في الصين بنسبة 20.4% خلال أغسطس مقارنة بالعام الماضي، في أول ارتفاع منذ أربعة أشهر، وفق بيانات “المكتب الوطني للإحصاءات”. كما تراجع انكماش أسعار المصانع لأول مرة منذ ستة أشهر.
وقال ديلين وو، استراتيجي في “بيبرستون غروب”، إن جزءاً من الانتعاش يعود إلى قاعدة المقارنة المنخفضة للعام الماضي، بالإضافة إلى جهود الحكومة للحد من فائض الطاقة الإنتاجية في قطاعات مثل السيارات الكهربائية والصناعات الثقيلة. وأضاف: “الأرقام تمنح الأسواق دفعة ثقة مهمة”، مشيراً إلى أن “جهود الاستقرار والسياسات التحفيزية بدأت تؤتي ثمارها، وهو ما سيخفف الضغط على المستثمرين القلقين من أرباح الشركات”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج