الابتلاء لا يتنافى مع العبادة بل هو رفعة الدرجات


قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف إن سؤال كثير من الناس: “لماذا أُبتلى رغم التزامي الديني بالصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن؟”، هو سؤال قديم وجوابه واضح في كتاب الله وسيرة الأنبياء، مشددًا على أن الابتلاء لا يتنافى مع الطاعة، بل هو دليل على محبة الله لعبده وتمهيد لرفعة درجاته.

أزهري: الابتلاء لا يتنافى مع العبادة بل هو رفعة الدرجات

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج “أعرف نبيك”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن من أراد فهم حكمة الابتلاء عليه أن يقرأ قصص الأنبياء في القرآن الكريم، ليرى كيف كانت حياتهم مليئة بالمحن والشدائد، رغم طاعتهم الكاملة لله، وذلك لأنهم كانوا قدوة وأسوة للناس في الصبر والثبات.

وأضاف: “ربنا سبحانه وتعالى يقول: “أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون؟”، أي أن المؤمن لا بد أن يُمتحن، والابتلاء للمؤمن تكفير لذنوبه ورفعة في مقامه، لا عذاب له كما يُظن”.

وأشار إلى أن العبد الصالح قد يكون له مقام رفيع عند الله، لكن عمله لا يزال دون هذا المقام، فيعوضه الله بالابتلاءات، ليصل إليه بالصبر والثبات، ويُطهّر قلبه، ويجعله مثل الذهب الذي لا يصفو إلا بالنار.

وأكد العالم الأزهري أن العبادات لا تمنع البلاء، ولكنها تعين على تحمّله بالصبر والرضا، مضيفًا: “أن تقول رضيت بالله ربًا، يعني أنك راضٍ بتقديره وتدبيره، لا تعترض إذا أصابك البلاء، ولا تظن أن الله يعذّبك، بل إن الابتلاء للمؤمن رحمة وتصفية، وللكافر عقوبة وتحطيم”.

وحذر من أن يكون الإنسان ممن يعبد الله على شرط، ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه”، مؤكدًا أن العبادة الحقّة تعني الثبات في حال النعمة بالشكر، وفي حال البلاء بالصبر.

وأكد على أن أشرف الخلق وهم الأنبياء كانوا أكثر الناس بلاءً، ومن بعدهم الصالحون، فكان البلاء لهم تطهيرًا، ورفعة، ودرسًا حيًا للناس، موصيًا بعدم الجزع أو الاعتراض، بل بالرضا واليقين في رحمة الله وعدله.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *