البابا تواضروس الثاني يحكي كواليس لقائه هو وشيخ الأزهر مع محمد مرسي قبل 30 يونيو 2013


تواضروس , في عام 2012، شهدت مصر تغييرات سياسية مفصلية أثرت بشكل مباشر على مختلف جوانب الحياة في البلاد، بما في ذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. فقد وصف، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذلك العام بأنه كان مليئًا بـ “تغييرات كبيرة جدًا”، حيث شهدت تلك الفترة تغيرات سياسية دراماتيكية وغير مسبوقة. هذه التغييرات بدأت بوفاة البابا شنودة الثالث في مارس، ثم تولي محمد مرسي رئاسة مصر في يونيو، وصولًا إلى تنصيب البابا تواضروس الثاني في نوفمبر من نفس العام.

 

البابا تواضروس
البابا تواضروس

التحديات السياسية التي واجهها البابا تواضروس

في مقابلة مع شبكة “CNN”، أشار قداسته إلى أن عام 2012 لم يكن عامًا هادئًا كما قد يتصور البعض، بل كان عامًا “هائجًا ومليئًا بالقرارات والتغييرات والتوقعات الغامضة”. فقد تزامن تنصيب البابا مع فترة عصيبة في تاريخ مصر المعاصر، حيث كانت البلاد في حالة من الفوضى السياسية والتوترات الاجتماعية. وقد كانت التحديات التي واجهها البابا تواضروس خلال هذه الفترة كبيرة، وأهمها الاعتداءات على الكنائس في أغسطس 2013، بالإضافة إلى الهجمات السابقة التي استهدفت الكاتدرائية المرقسية في القاهرة.

أوضح البابا أن تلك الهجمات كانت “مواقف حادة وشديدة”، مما خلق جوًا من التوتر والخوف داخل المجتمع القبطي. ورغم هذه الأحداث الصعبة، كان البابا مضطرا للتعامل مع الظروف المتقلبة بحكمة وهدوء، كما أكد على أهمية وحدة الكنيسة في مواجهة تلك التحديات.

 

البابا تواضروس الثانيالبابا تواضروس الثاني
البابا-تواضروس-الثاني

علاقة البابا تواضروس مع محمد مرسي

فيما يتعلق بعلاقته بمحمد مرسي، الرئيس المصري الذي تولى السلطة بعد ثورة 25 يناير، تحدث البابا عن لقائه الأول مع مرسي بعد توليه منصب البطريرك. فقد كانت الزيارة “بروتوكولية” ولم تتجاوز شكراً على إصدار قرار تعيينه بطريركًا، دون أن تتناول مواضيع سياسية هامة. رغم ذلك، أوضح قداسته أن الأجواء السياسية في تلك الفترة كانت مليئة بالأسئلة والشكوك، واصفًا الفترة بأنها “تشهد سرقة لمصر”، وهو شعور كان يشارك فيه العديد من المصريين، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين.

وأشار إلى أن الأحداث التي كانت تنقلها وسائل الإعلام في ذلك الوقت، خاصة فيما يتعلق بإدارة مرسي للأزمات السياسية والاجتماعية، كانت تثير العديد من “علامات الاستفهام”. في هذا السياق، تحدث البابا عن شعوره بأن البلاد كانت تتجه نحو مجهول، وهو ما جعله يشعر بالقلق والريبة من مستقبل البلاد.

الجهود لإيجاد حلول

قبل ثورة 30 يونيو، كشف قداسته عن اتصاله بفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في محاولة لفهم الوضع السياسي المتأزم ومحاولة إيجاد حلول. وأوضح البابا أنه اقترح على الإمام الطيب زيارة الرئيس مرسي بشكل مشترك لطرح الأسئلة التي تشغل الجميع، خاصة بشأن مستقبل البلاد. وبالفعل، تم اللقاء بين الطيب والبابا مرسي، حيث كشف البابا أن الرئيس لم يكن على دراية كافية بما يحدث في الشارع المصري. وعندما تم سؤاله عن مستقبل الأوضاع في 30 يونيو، كان رد مرسي متساهلًا، حيث قال: “هييجي 30 وبعديها واحد وبعديها اثنين، يعني أيام عادية”.

لكن، كما أضاف البابا بعد انتهاء اللقاء كان الجميع يحملون “خوفًا كبيرًا في قلوبهم”، خاصة مع استمرار التوترات السياسية والاجتماعية في البلاد.

نقلاً عن : صوت المسيحي الحر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *