
في واقعة غريبة أثارت دهشة السكان، استيقظ أهالي قرية البهنسا بمركز بني مزار في محافظة المنيا قبل نحو أسبوعين على ظهور بحيرة مالحة بشكل مفاجئ، تغطي مساحة تقارب 5 فدادين، وذلك دون أن تشهد المنطقة أمطارًا غزيرة أو وجود أي مشروعات مائية جارية تفسر هذه الظاهرة.
نعمة أم نقمة؟
ملوحة المياه جعلت الأهالي يتأرجحون بين النعمة والنقمة، كما لم تلبث القرية، المعروفة تاريخيا باسم البقيع الثاني؛ لما تحويه من مقامات وأضرحة لصحابة كرام عاشوا بها في فتح مصر، أن أطلقت على الظاهرة اسم “البحيرة المُباركة”، رغم إدراك السكان عدم صلاحية المياه لأي استخدام.
بيان رسمي وخرافات
ورغم بيان محافظة المنيا فور ظهور البحيرة بأن تكوينها ناتج عن ترسبات جيولوجية طبيعية، إضافة إلى تحذير المواطنين الاقتراب منها، كون التحاليل التي أُجريت على عينات المياه أثبتت أنها ذات ملوحة عالية لا تصلح لأي استخدام، إلا أن المواطنين أطلقوا العديد من الشائعات على نطاق واسع.
وأكدت المحافظة أن الوضع يخضع للرقابة ولا يدعو للذعر، وسط ترجيح فرضيات طبيعية بحتة لربط الظاهرة بجيولوجيا المنطقة، بأن المياه الجوفية تسربت إلى هذا المنخفض نتيجة وجود صدوع أو طبقات صخرية مسامية، خاصة في المناطق التي كانت تُستخدم سابقا كمحاجر. ومع مرور الزمن، وبغياب مصرف طبيعي، تجمعت المياه في المنخفض، ونتيجة ارتفاع الحرارة زاد التبخر وارتفعت ملوحتها تدريجيا.
في المقابل، خرج البعض بتفسيرات أخرى وصفت بغير المنطقية، مؤكدين أن ظهور البحيرة جاء نتيجة عمليات تنقيب غير مشروع عن الآثار على مدار سنوات طويلة سابقة.
وتواصلت “إرم نيوز” مع عدد من سكان وأهالي قرية البهنسا، الذين قالوا إن مكان البحيرة كان محجرا للرمال سابقا، و ربما تكون ظاهرة طبيعية دفعت المياه إلى سطحها.
من جانبها، نفت مصادر من القرية الشائعات المـتداولة بشأن عمليات التنقيب غير مشروع عن الآثار من أهالي القرية على مدار عقود، والتي تسببت بتسرب الماء، مشيرين إلى عدم تسجيل القرية أي حوادث تنقيب غير مشروع سابقا.
نقلاً عن: إرم نيوز