التصحر في الوطن العربي |الكارثة الصامتة


يعتبر التصحر من أخطر الظواهر البيئية التي تواجه الوطن العربي اليوم، وهو كارثة صامتة تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة و يتسبب التصحر في فقدان الأراضي الزراعية الخصبة، ويؤدي إلى تدهور التربة وتحولها إلى أراض قاحلة غير صالحة للزراعة أو الرعي، مما يؤثر بشكل مباشر على سبل عيش ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الأرض في معيشتهم.

تنتشر ظاهرة التصحر بشكل كبير وملحوظ في العديد من الدول العربية بأكملها ، خاصة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يواجه السكان ظروفًا مناخية صعبة مثل ندرة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة،فمناطق مثل الصحراء الكبرى، وشبه الجزيرة العربية، وأجزاء واسعة من بلاد الشام، تشهد زيادة مستمرة في نسبة الأراضي المتدهورة نتيجة للجفاف المتكرر وتغير المناخ.

لكن الأسباب لا تقتصر على الظروف الطبيعية فحسب، بل هناك عوامل بشرية تلعب دورًا كبيرًا في تسريع وتيرة التصحر، منها قطع الأشجار بشكل جائر، لإنتاج الفحم واستخدام الحطب، والرعي الجائر الذي يؤدي إلى استنزاف الغطاء النباتي، بالإضافة إلى التوسع العمراني والزراعي غير المستدام الذي يؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدهور التربة، ومن المعروف أن الجور هو اعتداء على حق الطبيعة وحق الإنسان في آن واحد.

تداعيات التصحر خطيرة جدًا وتستحق القلق، فهي تؤدي إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، مما يزيد من معدلات الفقر ويزيد من الهجرة الداخلية والخارجية بحثًا عن فرص أفضل بعيدًا عن هذا الخطر المحتمل ،كما تؤثر على التنوع البيولوجي وتزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل العواصف الرملية وغيرها من الكوارث.

لمكافحة التصحر، يجب على الدول العربية اعتماد سياسات بيئية مستدامة تشمل إعادة التشجير، والحفاظ على الغطاء النباتي، وتحسين أساليب الزراعة باستخدام تقنيات حديثة تقلل من استهلاك المياه وتحافظ على خصوبة التربة وجودتها وكفائتها اطول فترة ممكن ،كما يجب تعزيز ودعم التوعية المجتمعية حول أهمية الحفاظ على البيئة وإشراك المجتمعات المحلية في جهود مكافحة التصحر.

واخيرًا وليس بآخر، التصحر ليس مجرد مشكلة بيئية، بل هو تهديد وجودي يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا عاجلاً للحفاظ على الأرض والحياة في الوطن العربي.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *