التغير المناخي| كيف نواجه الأزمة؟.. وفيق نصير يكشف 3 قطاعات حيوية تتأثر بتغير المناخ بمصر


التغير المناخي في مصر| كيف نواجه الأزمة؟ مع الدكتور وفيق نصير (حوار)

3 قطاعات حيوية تتأثر بتغير المناخ في مصر”

استراتيجية مصر 2050.. 6 خطوات لمواجهة أزمة المناخ

في وقتٍ تتصاعد فيه درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، وتضرب موجات الحر الشديدة مختلف أنحاء البلاد، تجد مصر نفسها في مواجهة مباشرة مع أحد أخطر تحديات القرن الحادي والعشرين، التغير المناخي.

ورغم أن مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية لا تتجاوز 0.6%، فإن تأثير هذه الظاهرة على أراضيها يتضاعف بفعل موقعها الجغرافي الحساس واعتمادها الكبير على موارد مائية محدودة، ومن تهديد دلتا النيل بالغرق إلى تراجع الإنتاج الزراعي، تتعدد مظاهر الأزمة، وذهبنا للدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة لإجراء حوار صحفي لفهم الكثير .. وإلى نص الحوار…

التغيرات المناخية 

مساهمة مصر في الانبعاثات العالمية لا تتجاوز 0.6%

في هذا الحوار الخاص، يوضح الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، الأسباب الجذرية لتغير المناخ في مصر، وأبرز آثاره، والخطوات الاستباقية التي تتخذها الدولة لمواجهة هذا التحدي المصيري.

س: دكتور وفيق، بدايةً.. ما السبب الرئيسي وراء التغير المناخي الذي نشهده في مصر والعالم؟

ج: السبب الأساسي عالميًا هو ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن تزايد انبعاثات غازات الدفيئة، خصوصًا من استخدام الوقود الأحفوري كالفحم والنفط والغاز. ورغم أن مساهمة مصر لا تتجاوز 0.6% من هذه الانبعاثات، إلا أن موقعها الجغرافي يجعلها من الدول الأكثر تأثرًا بتداعيات هذا التغير.

س: وما علاقة حرق الوقود الأحفوري بارتفاع درجات الحرارة؟

ج: عملية حرق الوقود الأحفوري تُطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي. هذه العملية مسؤولة عن نحو 75% من الانبعاثات عالميًا، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة وارتفاع درجات الحرارة العالمية، وبالتالي تؤثر هذه الظاهرة بشكل مباشر على مناخ مصر.

س: هل هناك عوامل محلية تفاقم من تأثير التغير المناخي في مصر؟

ج: بالتأكيد. الموقع الجغرافي لمصر في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهي من أكثر المناطق جفافًا في العالم، يجعلها أكثر هشاشة. أضف إلى ذلك أن مصر تعتمد اعتمادًا كبيرًا على نهر النيل، ما يجعلها عرضة بشدة لأي تغيرات في أنماط الأمطار أو نقص المياه عالميًا.

س: ما أبرز التأثيرات التي بدأت تظهر فعليًا على مصر جراء التغير المناخي؟

ج: التأثيرات متعددة وتشمل قطاعات حيوية مثل المياه والزراعة والصحة والاقتصاد. نواجه تحديات في توافر الموارد المائية، وانخفاض في إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتهديد للمناطق الساحلية المنخفضة، إلى جانب تزايد الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والعواصف.

س: دعنا نبدأ بملف المياه.. كيف تأثرت مصر من هذه الناحية؟

ج: مصر بطبيعتها بلد يعاني من شح مائي، والتغير المناخي يزيد الأمور سوءًا. ارتفاع درجات الحرارة يرفع معدلات التبخر ويقلل من المياه المتاحة، ما يهدد بشكل مباشر نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه للشرب والزراعة.

س: وماذا عن قطاع الزراعة؟

ج: الزراعة في مصر تواجه أزمة حقيقية. المحاصيل مثل القمح والأرز وفول الصويا باتت مهددة بسبب الحرارة العالية ونقص المياه. كما أن دلتا النيل تواجه خطر زيادة ملوحة التربة بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر، مما يقلل من خصوبة الأراضي الزراعية ويؤثر على فرص العمل في هذا القطاع.

س: السواحل المصرية أيضًا معرضة للخطر، أليس كذلك؟

ج: نعم، المناطق الساحلية، خاصة في دلتا النيل، من أكثر المناطق هشاشة. ارتفاع منسوب البحر قد يؤدي إلى غمر أراضٍ واسعة، ما يهدد التنوع البيولوجي ويؤثر على استقرار السكان ويزيد من خطر الهجرة البيئية.

س: كيف تتأثر الصحة العامة في مصر نتيجة التغير المناخي؟

ج: ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة حالات الإجهاد الحراري، خصوصًا بين الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن. كما يُحتمل أن ينتشر المزيد من الأمراض المنقولة بالحشرات مثل الملاريا وحمى الضنك، وتزيد الآفات الزراعية نتيجة لتغير أنماط المناخ.

س: وماذا عن التأثير الاقتصادي؟

ج: الخسائر الاقتصادية كبيرة، خاصة في الزراعة والسياحة والصيد. ملوحة المياه وتدهور البحيرات الشمالية أثّرا على الثروة السمكية، مما يقلص دخل الصيادين ويؤثر على الأمن الغذائي.

س: هل هناك جهود فعلية لمواجهة هذا التحدي البيئي؟

ج: بالطبع. مصر أطلقت “الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050″، وهي خطة طموحة لتعزيز التكيف مع التغير المناخي وخفض الانبعاثات. تشمل تحسين كفاءة استخدام المياه، وتطوير الزراعة المقاومة للجفاف، وتحسين البنية التحتية، والتوسع في الطاقة المتجددة.

س: هل أثمرت هذه الجهود عن نتائج ملموسة؟

ج: نعم، حسب مؤشر أداء تغير المناخ لعام 2025، حققت مصر المرتبة الـ20 عالميًا، والثانية عربيًا وأفريقيًا. هذا التقدم يعكس جدية الدولة في التعامل مع القضية المناخية على المستويين الوطني والدولي.

س: في ظل هذه التحديات، ما الرسالة التي تود توجيهها للمواطن المصري؟

ج: التغير المناخي ليس أزمة بيئية فقط، بل هو تحدٍ وجودي يؤثر على الصحة والماء والغذاء والاقتصاد. على كل مواطن أن يكون واعيًا بتأثيراته، وأن يساهم بقدر الإمكان في تقليل الأثر البيئي من خلال الترشيد في استهلاك المياه والطاقة، ودعم السياسات البيئية المستدامة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *