التمرد المشروع.. نجم الهلال السعودي يوجه 3 رسائل نارية
في ليلة آسيوية صاخبة داخل “المملكة آرينا”، وبينما كانت الجماهير الهلالية تحتفل بفوز عريض لفريقها برباعية نظيفة على ضيفه الشرطة العراقي، كانت هناك مباراة أخرى تدار تفاصيلها في وسط الميدان.
بطل هذه المباراة لم يكن صاحب الثنائية أو نجما أجنبيا معتادا، بل كان النجم الدولي السعودي عبد الإله المالكي، الذي قرر أن يستغل الدقائق التي مُنحت له ليشن ما يمكن وصفه بالتمرد المشروع على دكة البدلاء، موجهاً 3 رسائل نارية لا تقبل التأويل، قرأها كل من تابع تحركاته بدقة.
المالكي، الذي عانى طويلاً من شبح الإصابات ومن ثم ضراوة المنافسة في خط وسط يعج بألمع نجوم العالم، ظهر وكأنه يولد من جديد.
لم يكن مجرد لاعب بديل يحاول استهلاك الوقت، بل كان قائداً ميدانيًا يوجه رسائل مشفرة للمدرب سيموني إنزاغي ولإدارة النادي، وحتى للأندية المنافسة التي تترقب سوق الانتقالات الشتوية.
الرسالة الأولى: جاهز للحرب في أي وقت
الرسالة الأولى التي بعث بها المالكي كانت بدنية وذهنية بامتياز، فمن المعروف أن رتم المباريات يختلف تماماً عن التدريبات، واللاعب الذي يغيب عن المشاركة المستمرة غالباً ما يظهر عليه الصدأ الكروي، سواء في التوقيت أو الالتحامات.
لكن ما قدمه المالكي أمس كسر هذه القاعدة؛ فقد ظهر بلياقة بدنية مرعبة، يغطي مساحات شاسعة، ويقطع الكرات بشراسة معهودة، وكأنه يقول: أنا جاهز للعب 90 دقيقة أمام أي خصم، وفي أي وقت، الدكة لم تقتل شغفي، بل زادتني إصراراً. هذا الظهور يضع المدرب جيسوس في حيرة إيجابية، حيث أثبت اللاعب أنه ليس مجرد خيار طوارئ، بل ورقة رابحة يمكن الرهان عليها في أحلك الظروف.
الرسالة الثانية: لستُ أقل من الأجانب
لعل أبرز ما ميز أداء المالكي لم يكن فقط الجانب الدفاعي، بل الجودة الفنية العالية في التمرير، وهنا تكمن الرسالة الثانية والأكثر جرأة.
في وجود أسماء عالمية في المحور، غالباً ما يتم حصر دور اللاعب المحلي في تكسير الهجمات، لكن المالكي قدم أمس فاصلاً مهارياً في دقة التمرير الطولي والقصير، والقدرة على الخروج بالكرة تحت الضغط بسلاسة مدهشة.
دقة تمريراته كانت بمثابة صرخة صامتة تقول للجميع، انظروا إلى الإحصائيات، جودتي الفنية لا تقل عن أي محترف أجنبي يتقاضى الملايين، لقد أثبت أنه يمتلك الرؤية والهدوء اللذين يؤهلانه لقيادة الدفة في وسط الملعب، وليس مجرد الركض خلف الكرة.
الرسالة الثالثة: يناير على الأبواب.. والملعب هو الفيصل
الرسالة الثالثة والأخيرة كانت ضمنية ولكنها الأكثر خطورة، وهي موجهة لإدارة “الزعيم”، فالأداء القوي الذي قدمه المالكي قبل أسابيع قليلة من فتح نافذة الانتقالات الشتوية في يناير 2026، يحمل في طياته إنذاراً مبطناً: أنا هنا، ومستواي يؤهلني لأكون أساسياً في أي فريق كبير، وإذا لم أجد مساحتي هنا، فسأبحث عنها في مكان آخر.
المالكي أمس لم يلعب ليثبت ولاءه فقط، بل ليرفع أسهمه في بورصة اللاعبين، مؤكداً أنه عملة نادرة في سوق تفتقر للاعبين المحليين بمركز المحور بهذه الجودة.
ختاماً، ما فعله عبد الإله المالكي أمام الشرطة العراقي هو الدرس المثالي لأي لاعب يمر بظروف صعبة؛ فالرد لم يكن عبر التصريحات الإعلامية أو التذمر في الغرف المغلقة، بل كان تمرداً مشروعاً داخل المستطيل الأخضر.
فهل يلتقط إنزاغي القفاز ويمنحه المساحة التي يستحقها، أم يكون يناير شاهداً على رحلة جديدة لمايسترو يرفض أن يُعزف لحنه على مقاعد البدلاء؟
نقلاً عن: إرم نيوز
