الحكومة الأميركية تستخدم الهواتف الذكية في مسح وجوه المتهمين
 
							كشفت مقاطع مصوّرة حديثة عن استخدام عناصر من وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) وهيئة الجمارك وحماية الحدود (CBP) تقنيات التعرف على الوجوه عبر الهواتف الذكية، للتحقق من هوية أشخاص، بينهم مواطنون، في مشاهد أثارت جدلاً واسعاً بشأن حدود المراقبة البيومترية ودور التكنولوجيا في عمليات إنفاذ القانون.
وأظهر أحد المقاطع التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونقلها موقع 404Media، ضابطاً من حرس الحدود أثناء توقيف شابين يستقلان دراجتين في وضح النهار بمدينة شيكاغو، وسأل أحد الشبان إن كان يحمل بطاقة هوية، وعندما ردّ بالنفي، نادي زميله قائلاً: “هل يمكنك إجراء فحص الوجه؟”.
فتقدم الضابط الآخر، وطلب من الشاب مواجهة الشمس، ثم وجه كاميرا هاتفه إلى وجه الشاب لعدة ثوانٍ قبل أن يطلب منه تأكيد اسمه.
وتوقف التسجيل بعد ذلك مباشرة.
وفي واقعة أخرى موثقة في المدينة نفسها، ظهر عدد من ضباط وكالة الهجرة والجمارك يحيطون بسيارة، وعندما يرفض سائقها إبراز هويته، يطلب أحد الضباط منه نزع قبعته، ويستخدم هاتفه لإجراء فحص الوجه، قائلاً: “سنُجري التحقق بسرعة”.
ورد السائق: “أنا مواطن أميركي.. دعوني وشأني”، فقال الضابط: “علينا فقط أن نتحقق من ذلك”.
وأفاد موقع 404Media بأن الوكالتين تستخدمان تطبيقاً جديداً يُعرف باسم Mobile Fortify، جرى تطويره داخلياً في وكالة ICE، ويعتمد على قاعدة بيانات ضخمة تضم نحو 200 مليون صورة من مؤسسات حكومية أميركية مختلفة.
ويتيح التطبيق لعناصر إنفاذ القانون إجراء مسح فوري للوجوه عبر كاميرا الهاتف، ليحصلوا خلال ثوانٍ على معلومات منسقة تشمل الاسم، وتاريخ الميلاد، ورقم الأجنبي (Alien Number)، وحالة الترحيل إن وُجدت.
ويستعين النظام بقواعد بيانات تتبع لوزارة الخارجية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وهيئة الجمارك وحماية الحدود (CBP).
كما يتيح التطبيق تنفيذ ما يسمى “الاستعلام الفائق” (Super Query)، الذي يجمع بيانات إضافية عن المركبات والطائرات والعناوين وأرقام الهواتف والأسلحة، مع خطط مستقبلية لإضافة بيانات تجارية من شركات مثل LexisNexis.
وزارة الأمن الداخلي “لا تؤكد ولا تنفي”
وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) رفضت تأكيد أو نفي استخدام تقنيات التعرف على الوجوه من قبل وكالة ICE، واكتفت بالقول في بيان: “الوزارة لا تؤكد ولا تنفي قدرات أو أساليب إنفاذ القانون”.
لكن هيئة الجمارك وحماية الحدود (CBP) أكدت استخدام التطبيق فعلاً، مشيرة إلى أن Mobile Fortify يعد أحد الأدوات التقنية التي تعزز فعالية الضباط الميدانيين في أداء مهامهم.”
شراكات للمراقبة
أفاد الموقع بأن وكالة ICE اشترت خدمات من شركة Clearview AI، التي تمتلك قاعدة بيانات تضم عشرات المليارات من الصور المستخلصة من الإنترنت، وتتيح خوارزميات الشركة تحديد هوية الأشخاص من خلال مقارنة الصور الملتقطة بصور موجودة على الشبكة.
واشترت الوكالة أجهزة وتقنيات مسح قزحية العين من شركة BI2 Technologies، التي كانت تُستخدم سابقاً في السجون لتعقب النزلاء أو التحقق من هوياتهم.
تحذيرات من الكونجرس
حذّر بيني جي. طومسون، العضو البارز في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي، من أخطار التطبيق قائلاً: “تطبيق Mobile Fortify أداة خطيرة في أيدي وكالة ICE، وربما يؤدي إلى احتجاز أو ترحيل مواطنين أميركيين”.
وأضاف أن بعض مسؤولي الوكالة “يعتبرون التطابق البيومتري الذي يقدمه التطبيق دليلاً قاطعاً على هوية الشخص، حتى لو كانت هناك وثائق رسمية تثبت العكس، مثل شهادة ميلاد”.
وتوقع خبراء أن يؤدي دمج بيانات تطبيق Mobile Fortify مع قواعد بيانات تجارية مثل LexisNexis، أو منصات مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، إلى توسع نطاق المراقبة ليشمل الأصدقاء والعائلات، وليس الأفراد فقط.
نقلاً عن: الشرق
