يتطلع كثير من الناس إلى فقدان الوزن والوصول إلى جسم مثالي، مما يدفعهم لتجربة أنظمة غذائية متعددة، أبرزها نظام الكيتو دايت، الذي اكتسب شهرة واسعة في السنوات الأخيرة بفضل نتائجه السريعة. إلا أن هذه الحمية، التي تعتمد على الدهون بشكل أساسي وتُقلِّل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى، تُثير تساؤلات عدة حول سلامتها الصحية على المدى البعيد.
في هذا التقرير نستعرض بالتفصيل: ما هو نظام الكيتو؟ كيف يعمل؟ ما أبرز فوائده؟ وما المخاطر الصحية المحتملة التي يجب الانتباه لها؟
ما هو نظام الكيتو؟ وكيف بدأ؟
يُوضّح الدكتور إبراهيم عبد الباقي، أستاذ ميكروبيولوجيا الأغذية، أن الكيتو دايت لم يُصمم أساسًا كوسيلة لفقدان الوزن، بل تم تطويره في البداية كوسيلة علاجية لمرضى الصرع، حيث يساعد في إنتاج مواد تُسمى الكيتونات التي تقلل من حدة نوبات المرض.
لاحقًا، تم ملاحظة انخفاض واضح في أوزان المرضى الذين اتبعوا هذا النظام، مما دفع خبراء التغذية لتبنيه كحمية فعالة لإنقاص الوزن.
كيف يعمل الكيتو على فقدان الوزن؟
تعتمد هذه الحمية على تقليل الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جرامًا يوميًا، مما يُجبر الجسم على الدخول في حالة تُعرف باسم “الكيتوزيس”، وهي حالة يعتمد فيها الجسم على الكيتونات المستخلصة من الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلًا من الجلوكوز الناتج عن الكربوهيدرات.
مع انخفاض مستوى الأنسولين، يبدأ الجسم بحرق الدهون المخزّنة، ما يؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة ملحوظة.
النسب الغذائية في الكيتو دايت
75% دهون صحية
20% بروتين
5% كربوهيدرات فقط
النظام يشجع على تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، الزبدة، الأسماك، اللحوم، المكسرات، وبعض الخضروات منخفضة الكربوهيدرات.
بينما يمنع أو يقيّد بشدة: العصائر، الفواكه ذات السكر العالي، الجزر، البطاطس، البقوليات، الخبز، الأرز، المكرونة، وغيرها من النشويات.
فوائد نظام الكيتو الصحية
رغم التحذيرات المرتبطة به، يُشير عدد من الدراسات والخبراء إلى أن الكيتو دايت يحمل فوائد صحية متعددة عند اتباعه بشكل صحيح وتحت إشراف طبي:
إنقاص الوزن بشكل سريع وفعّال.
تحسين أداء الجهاز الهضمي، من خلال تقليل الانتفاخات والتقلصات.
خفض مستويات السكر في الدم، وهو مفيد لمَن يعانون من مقاومة الإنسولين.
رفع مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).
الوقاية من الزهايمر والسكتات الدماغية.
تقليل التشنجات لدى مرضى الصرع.
إبطاء نمو الخلايا السرطانية، مما يُقلل خطر بعض السرطانات مثل سرطان الثدي والبروستاتا.
أضرار الكيتو دايت
ورغم هذه الفوائد، إلا أن اتباع الكيتو بشكل غير مدروس قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، خاصة إذا استمر لفترات طويلة:
1. مشاكل في الجهاز الهضمي
الإمساك المزمن نتيجة نقص الألياف.
صعوبة الإخراج واضطرابات القولون.
2. إنفلونزا الكيتو
أعراض مشابهة للإنفلونزا تظهر عند بداية النظام مثل الصداع، التعب، الغثيان، الدوار، نتيجة التحول المفاجئ من الكربوهيدرات إلى الدهون كمصدر للطاقة.
3. الجفاف والعطش الشديد
بسبب فقدان الماء والسوائل عند تقليل الكربوهيدرات.
4. عودة الوزن بعد التوقف
كثيرون يعانون من استعادة الوزن سريعًا بعد التوقف عن الكيتو والعودة إلى النظام التقليدي.
5. مخاطر صحية محتملة
ارتفاع حمض اليوريك في الدم ما يزيد من خطر حصى الكلى.
زيادة الكوليسترول الضار (LDL) وخطر الإصابة بأمراض القلب.
رائحة الفم الكريهة ومشاكل في النوم والتعب العام.
فقدان الشهية المفرط مما يؤثر سلبًا على توازن الجسم الغذائي.
الفئات التي يُمنع عنها اتباع الكيتو
مرضى السكري من النوع الأول.
من أجرى عملية استئصال المرارة.
مرضى الكلى والكبد.
النساء الحوامل والمرضعات (إلا باستشارة طبيب).
هل الكيتو دايت نظام طويل المدى؟
الكيتو ليس نمط حياة دائمًا؛ بل يُعتبر نظامًا غذائيًا مؤقتًا يساعد على تحقيق أهداف قصيرة إلى متوسطة المدى، مثل فقدان الوزن السريع أو التحكم في بعض الأمراض. ويؤكد الخبراء أن الاستمرار عليه لفترات طويلة دون إشراف طبي قد يُعرض الشخص لمشكلات صحية يصعب علاجها لاحقًا.
أبرز الأطعمة المسموح بها في الكيتو:
الدهون الصحية: زيت الزيتون، السمن، الزبدة.
البروتينات: البيض، الأسماك، اللحوم الحمراء والبيضاء.
الخضروات منخفضة الكربوهيدرات: الخيار، الفلفل، الكرنب، القرنبيط.
المكسرات باعتدال: الجوز، اللوز، البندق.
الفواكه المحدودة: الفراولة، التوت.
الأجبان والبهارات.
الأطعمة الممنوعة:
الخبز، الأرز، المكرونة، البطاطا.
العصائر، السكريات، الحلويات.
الفواكه عالية السكر مثل الموز والعنب.
البقوليات: العدس، الفول، الحمص.
الصلصات المُعلّبة والمايونيز التجاري.
نقلاً عن : تحيا مصر