الدراما السورية تغوص في خبايا عهد الأسد بموسم رمضان 2026

الدراما السورية تغوص في خبايا عهد الأسد بموسم رمضان 2026

تبدو ملامح دراما رمضان 2026 في سوريا مختلفة عن سابقاتها، إذ تتجه شركات الإنتاج إلى تناول قضايا إنسانية وسياسية من عهد نظام بشار الأسد، ضمن أعمال درامية تحاول كسر القوالب التقليدية التي سادت خلال السنوات الماضية.

وسُجلت 5 مسلسلات تلفزيونية تُحضر لموسم العرض نفسها في هذا السياق حتى الآن، وسط توقعات بتزايد العدد في الأسابيع المقبلة.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن هذا التوجه لا يُدار بتوجيه سياسي، بل هو مبادرة من شركات الإنتاج لإعادة تشكيل المشهد الدرامي السوري، عن طريق مزج الترفيه بالطرح الواقعي لقضايا اجتماعية وأحداث مفصلية شهدها السوريون على مدار العقود الماضية، لا سيما تلك المرتبطة بالنظام السابق.

نبش في الذاكرة السورية

من أبرز هذه الأعمال المرتقبة، مسلسل “الخروج إلى البئر”، الذي أثار جدلًا منذ إعلانه، لتناوله أحداث سجن صيدنايا.

وتؤكد مصادر إعلامية مُطلعة أن العمل يخوض في أحداث الاستعصاء العام 2008، وهي أحداث يرى كثيرون أنها شكلت نقطة تحوّل في تثبيت سلطة النظام، إضافة إلى نفي المصادر ذاتها خوض العمل في مآسي سجن صيدنايا، وبرغم ذلك يوصف بأنه من أكثر المسلسلات واقعية وجرأة.

أما مسلسل “السوريون الأعداء”، فيسرد ما يزيد على 4 عقود من تاريخ سوريا، بدءًا من مجزرة حماة العام 1982، مرورًا باندلاع الثورة في 2011، وانتهاءً بسقوط نظام بشار الأسد في 2024، ضمن حبكة درامية تتشابك فيها السياسة والمجتمع، عبر شخصيات تمثل مختلف أطياف الشعب السوري.

فلسفة وسخرية

ويأتي مسلسل “المستور” كأحد الأعمال ذات الطبيعة الفلسفية، حيث يمتزج الطرح الجاد بالكوميديا السوداء، في حلقات منفصلة متصلة، تستعرض تأثيرات النظام على البنية المجتمعية والنفسية للفرد السوري.

فيما يعود مسلسل “ما اختلفنا” في جزء رابع، يبتعد فيه عن النمط الاجتماعي العام ليركّز على قضايا لم تُطرح، سابقًا، تتعلق بحقبة الأسد، إذ إن الجزء الجديد يُتوقع أن يحمل طابعًا ساخرًا أكثر جرأة في نقده لفترة حكم بشار الأسد، بعد نجاح الأجزاء السابقة في تقديم رسائل عميقة بأسلوب خفيف.

القيصر.. ألم بعد سقوط

ويُعد مسلسل “القيصر” أحد الأعمال الدرامية المُرتقبة بشدة، حيث يوثق قصصًا إنسانية من داخل سجن صيدنايا بعد سقوط النظام، وذلك ضمن 10 ثلاثيات درامية في 30 حلقة، وبرغم انطلاق عمليات تصويره في فبراير الماضي، وحديث المخرج صفوان مصطفى نعمو، مؤخرًا، عن التجربة وتوثيقها المآسي الصعبة، دون إعلان موعد عرضه، إلا أن ثمة توقعات ترتبط بحسابات تسويقية تُرجح كفة عرضه ضمن قائمة رمضان 2026.

تحضيرات وتطلعات

في هذا السياق أكدت مصادر إعلامية سورية مُطلعة في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز” أن ثمة تحضيرات مكثفة داخل سوريا وخارجها من شركات إنتاج تخوض المنافسة بأعمال درامية للعرض في موسم دراما رمضان 2026 المقبل، لافتين إلى أنه من المحتمل زيادة عدد المسلسلات التي تتناول قضايا النظام السابق في رمضان المقبل، على حد قولهم.

وأوضحت المصادر الإعلامية ذاتها أن هذا التوجه يُعد استجابة طبيعية إلى تطلعات الجمهور السوري المهتم بقصص ظلت طي الكتمان لعقود، وأشارت أيضًا إلى أن الأعمال الدرامية التي تناقش قضايا وقصص في فترة حكم الأسد تمنحها الفرصة للرواج عربيًا، وفق تعبيرهم.

وتُجمع المصادر ذاتها على أن هذه الأعمال مرشحة لتتصدر المشهد الدرامي في رمضان 2026، لما تحمله من جرأة وتنوع في الطرح، ولأنها تلامس وجدان السوريين، وتفتح أبوابًا جديدة كانت مُغلقة لعقود في الدراما السورية.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف