الذهب بصدد التفوق على الغاز والفحم كثاني أكبر صادرات أستراليا

أعلنت الحكومة الأسترالية أن الذهب يقترب من التحول إلى ثاني أكبر سلعة تصديرية في البلاد من حيث القيمة، متجاوزاً الغاز الطبيعي المسال، بعد الارتفاع “الاستثنائي” في أسعار المعدن النفيس إلى مستويات قياسية.
أوضحت وزارة الصناعة والعلوم والموارد في تقريرٍ لها أن عائدات السبائك ستقفز إلى 60 مليار دولار أسترالي (39.6 مليار دولار أميركي) خلال العام المالي 2025-2026، أي خلال الاثني عشر شهراً حتى يونيو المقبل، ارتفاعاً من 47 مليار دولار أسترالي في العام السابق، وبما يقارب ضعف ما كانت عليه قبل عامين. هذه القفزة ستعوض جزء من التراجع المتوقع في إيرادات بعض السلع الأخرى، مثل خام الحديد.
الذهب يواصل أدائه القوي
واصل الذهب تحقيق مكاسب قياسية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ليصبح واحداً من أفضل السلع أداءً، وسط تعزيز البنوك المركزية لاحتياطاتها من المعدن النفيس، وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأميركية، في وقت دفعت فيه التوترات الجيوسياسية المستثمرين إلى زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة.
في المقابل، تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال جزئياً نتيجة ضعف أسعار النفط الخام، بينما انخفضت أيضاً أسعار فحم الكوك، وهو سلعة تصديرية رئيسية أخرى.
وأوضحت الوزارة في تقريرها الفصلي أن “الارتفاع الاستثنائي في أسعار الذهب المقوم بالدولار الأميركي كان العامل الرئيسي وراء مراجعة توقعات الصادرات بالزيادة لعام 2025-2026”. وأضافت أن “الارتفاع المتجدد في أسعار الذهب تأتي مع خفض أسعار الفائدة الأميركية، ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، إلى جانب تصاعد المخاوف بشأن الآفاق المالية في الولايات المتحدة ومعدل التضخم فيها”.
ارتفاع إنتاج أستراليا
تُعد أستراليا أحد أبرز منتجي الذهب، إذ يُتوقع أن يرتفع إنتاجها من 340 طناً في 2025-2026 إلى 369 طناً في الفترة التالية. وسجل سعر السبائك الفورية مستوى قياسياً تجاوز 3976 دولاراً للأونصة يوم الثلاثاء، بعدما قفزت الأسعار بأكثر من النصف هذا العام.
لماذا يتدافع المستثمرون نحو الذهب وبتكوين؟
ذكرت الوزارة أن إجمالي عائدات صادرات الموارد والطاقة، التي تضم خام الحديد والنفط والغاز، إضافة إلى معادن مثل الليثيوم والنحاس، سيبلغ 369 مليار دولار أسترالي خلال الاثني عشر شهراً حتى يونيو المقبل، بتراجع يقارب 4% على أساس سنوي. كما يُتوقع أن تتراجع هذه العائدات أكثر إلى 354 مليار دولار أسترالي في 2026-2027.
قالت الوزارة إن “الضبابية التي تكتنف الاقتصادي العالمي لا تزال تضغط على أسعار السلع الأخرى وأرباحها”. وأضافت أن تصاعد الحواجز التجارية، والغموض بشأن المستوى الذي ستستقر عنده هذه الحواجز، يؤدي إلى اضطراب تدفقات التجارة بين الولايات المتحدة ودول أخرى، ويبطئ وتيرة الاستثمار ببعض القطاعات”.
خام الحديد يواصل الصدارة
يستمر خام الحديد في الحفاظ على مكانته كأكبر مصدر للدخل في البلاد، إذ سيشكل نحو ربع إجمالي إيرادات السلع الأساسية، بقيمة تبلغ 113 مليار دولار أسترالي خلال العام المالي 2025-2026. ورغم الزيادة المتوقعة في حجم الصادرات، فإن الأسعار تشهد تراجعاً مع دخول مناجم جديدة مرحلة التشغيل، وسط تخمة المعروض من الصلب لدى الصين، وهي أكبر منتج عالمي. ويُتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام الحديد نحو 87 دولاراً للطن، قبل أن يتراجع قليلاً في العام المالي المقبل.
يأتي هذا التوقع في وقت تستعد فيه شركة التعدين العملاقة “ريو تينتو غروب” (Rio Tinto Group) لشحن أول دفعة من خام الحديد من منجم “سيمفير” (SimFer) الواقع بمنطقة “سيماندو” في غينيا الأفريقية. وعند بلوغه كامل طاقته الإنتاجية، سينتج المشروع 120 مليون طن سنوياً، إلا أنه سيستغرق سنوات قبل بلوغ هذا المستوى من الإنتاج.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج