الرئيس الإريتري أسياس أفورقي
نشرت وزارة الإعلام الإريترية حوارًا مطولًا مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بعد انتهاء زيارته إلى مصر، والتي استمرت من 30 أكتوبر حتى 4 نوفمبر 2025.
وأوضح في بداية الحوار أنه قام بزيارة عمل رسمية لمدة خمسة أيام إلى جمهورية مصر العربية، شارك خلالها في فعالية افتتاح المتحف المصري الكبير، كما عقد مباحثات موسعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تناولت القضايا الثنائية والإقليمية، وأجاب خلال اللقاء عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بنتائج الجولة وأهم ما خرجت به من مخرجات.
إشادة بافتتاح المتحف المصري الكبير
تحدث الرئيس الإريتري أسياس أفورقي عن انطباعاته حول افتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن ما شاهده كان مذهلًا للغاية، سواء من حيث التوظيف الفني للعروض أو أساليب الإضاءة والحركة التي جعلت العرض مميزًا وفريدًا من نوعه.
وأوضح أن التجربة المصرية في الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري تمثل نموذجًا يُحتذى به، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من هذه القيم الفنية والمعرفية.
كما دعا إلى توسيع نطاق التعريف بالمتحف عبر المراكز الإعلامية والمسارات التثقيفية، معتبرًا أن التنظيم العام للحدث كان ممتازًا بكل المقاييس.
العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا وآفاق التعاون
وحول لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أن العلاقات الثنائية بين البلدين ذات عمق إقليمي واستراتيجي كبير، مشيرًا إلى أن تطوير التعاون لا يتحقق من خلال قناة واحدة فقط، بل عبر تنسيق شامل في ضوء أوضاع المنطقة والتحديات التي تواجهها.
وأوضح أن الرؤية المشتركة بين الجانبين تقوم على مواجهة التدخلات والفوضى وضعف الحوكمة، والعمل على تعزيز آليات التعاون وإطلاق برامج مشتركة تخدم المصالح المتبادلة.
وأكد أن العلاقة بين البلدين ليست مجرد تفاهم عابر، بل هي مسار جاد وطويل الأمد لإنتاج نتائج ملموسة في المجالات السياسية والثقافية والاستراتيجية.

رؤية الرئيس الإريتري أسياس أفورقي حول الأزمة السودانية
وعن تطورات الأزمة السودانية، قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إن السودان يمثل قضية محورية للمنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن السودانيين قادرون على تجاوز أزماتهم بأنفسهم دون أي وصاية خارجية.
وأوضح أن السودان واجه عبر تاريخه تحديات معقدة من انقسامات وصراعات وأزمات سياسية، كان من الممكن تجاوزها بخارطة طريق واضحة.
ولكنه أكد أن التدخلات الخارجية عطلت مسار الانتقال السياسي، وأدت إلى استمرار الأزمات.
وأضاف أن تنسيق المواقف بين مصر وإريتريا ومع الشركاء الإقليميين ضروري لإيجاد حل شامل ومستدام للأزمة، مشددًا على أن التزام بلاده ومصر تجاه السودان نابع من مصلحة استراتيجية مشتركة تهدف إلى دعم الشعب السوداني واستعادة استقراره.
البحر الأحمر والتعاون الإقليمي لحماية الممرات البحرية
وفي رده على سؤال حول البحر الأحمر وأمنه الاستراتيجي، أوضح الرئيس الإريتري أسياس أفورقي أن البحر الأحمر لا يمثل شأنًا محليًا لدول المنطقة وحدها، بل هو ممر عالمي حيوي يربط بين المحيطات والممرات الجيوسياسية الكبرى.
وأشار إلى أن الدول المطلة عليه ومن بينها إريتريا ومصر تتحمل مسؤولية كبيرة في حمايته والحفاظ على استقراره.
وبين أن حكومته قدمت رؤية متكاملة من 12 نقطة تتعلق بسيادة كل دولة على مياهها وسواحلها، وأكد ضرورة وضع إطار قانوني للتعاون وتجنب عسكرة البحر الأحمر أو تحويله إلى مجال نفوذ للقوى الكبرى، معتبرًا أن الحل يكمن في مأسسة التعاون الإقليمي وليس في الوجود العسكري الأجنبي.
دعم الصومال وتعزيز الأمن الإقليمي
وفي ختام الحوار، تطرق الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى ملف الصومال، مشيرًا إلى أن هذا البلد يمثل ركيزة أساسية في استقرار البحر الأحمر والقرن الإفريقي، خاصة مع امتلاكه أطول ساحل في إفريقيا.
وأكد أن الصومال لا يزال في طور بناء مؤسساته، ويحتاج إلى دعم حقيقي من شركائه الإقليميين، وعلى رأسهم مصر وإريتريا، لإعادة بناء قدراته الوطنية.
وشدد على رفض إقامة قواعد عسكرية أجنبية في جزيرة سقطرى أو في مناطق قريبة، معتبرًا أن وجود كيانات عسكرية خارجية في بيئة غير مستقرة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
ودعا إلى وضع اتفاقية إقليمية قوية لإدارة البحر الأحمر والمحيط الهندي، تقوم على التعاون والتفاهم بين الدول لا على التدخلات الخارجية.
نقلاً عن: مصر تايمز
