الرئيس السيسي:مصر لن تتهاون في حماية أمنها المائي

في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات “أسبوع القاهرة للمياه”، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة حاسمة بشأن التطورات الأخيرة المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي. وأكد الرئيس أنه بعد مرور أيام قليلة على تدشين السد رسميًا، ثبت بالدليل العملي صحة ما كانت مصر تطالب به مرارًا وتكرارًا، وهو ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية تشغيل السد بين الدول الثلاث.
وأوضح السيسي أن الإدارة غير المنضبطة للسد من جانب إثيوبيا تسببت فعليًا في أضرار ملموسة لدولتي المصب مصر والسودان وذلك نتيجة تصريفات مائية عشوائية وغير منتظمة، تمت دون أي إخطار مسبق أو تنسيق مع تلك الدول، ما يُعد خرقًا واضحًا لقواعد التعامل بين دول حوض النيل.
دعوة للمجتمع الدولي والقارة الأفريقية لوقف التصرفات الأحادية
شدد الرئيس السيسي على أن مثل هذه التصرفات الأحادية من الجانب الإثيوبي تستوجب موقفا حازمًا من المجتمع الدولي عامة، والدول الأفريقية خاصة، مشيرًا إلى أن استمرار الإدارة المتهورة للسد من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن الحل الوحيد لتحقيق توازن حقيقي بين حق دول المنبع في التنمية، وحق دول المصب في عدم الإضرار بمصالحها المائية والحيوية، هو التوصل إلى اتفاق شامل وملزم، ينظم تصريف المياه في حالات الفيضان والجفاف، ويمنع أي إجراءات منفردة قد تضر بالأمن المائي لدول المصب.
مصر متمسكة بالحلول الدبلوماسية ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي
وفي تأكيد على موقف مصر الثابت، قال الرئيس السيسي إن اختيار مصر لطريق الدبلوماسية واللجوء للمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لم يكن بدافع الضعف أو التراجع، بل نابع من قوة الرؤية المصرية ونضجها السياسي، وإيمان راسخ بأن الحوار والتعاون هو السبيل الأفضل لتحقيق المصالح المشتركة لجميع دول حوض النيل.
لكنه شدد في الوقت ذاته على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام السياسات الأحادية وغير المسؤولة، مؤكدًا أن الدولة المصرية ستتخذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لحماية مصالحها الحيوية وأمنها المائي، باعتبار ذلك مسؤولية وطنية لا يمكن التهاون فيها.
رسائل مصرية حاسمة
أعادت كلمة الرئيس السيسي التأكيد على أن الدبلوماسية لا تعني التنازل عن الحقوق، وأن الحوار والتفاوض لا يكون على حساب مصالح الشعب المصري وأمنه القومي. فمصر، رغم تمسكها بخيار السلام والتعاون، تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن مواردها المائية بكل الوسائل المشروعة.
أمن مصر المائي خط أحمر
رسائل الرئيس السيسي خلال أسبوع القاهرة للمياه جاءت واضحة وصريحة، مؤكدة أن سد النهضة ليس قضية تنموية فحسب، بل قضية أمن قومي. وطالما غابت الضمانات القانونية الملزمة وتغيب التنسيق، فإن مصر لن تسمح بأي تهديد لأمنها المائي، وستواصل مساعيها السياسية والقانونية والدبلوماسية، دون أن تغفل اتخاذ ما يلزم من خطوات لحماية حقها التاريخي في مياه النيل.
نقلاً عن: موقع تحيا مصر