الرياض تطلق مركزاً إقليمياً لمعايير المحاسبة والاستدامة

الرياض تطلق مركزاً إقليمياً لمعايير المحاسبة والاستدامة

اختتمت في الرياض أعمال منتدى الاتحاد الدولي للمحاسبين الذي استضافته الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 800 خبير و160 قائداً من مختلف أنحاء العالم، تحت شعار “ريادة التحول والابتكار: أولويات عالمية”.

المنتدى الذي انتهت أعماله أمس الخميس، شهد إعلان عدة مبادرات ومناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بمستقبل مهنة المحاسبة في ظل التحولات العالمية، والتطورات التقنية، ومتطلبات الاستدامة والحوكمة.

قال أحمد المغامس، الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين، خلال افتتاح المنتدى، إن استضافة المملكة لهذا الحدث تعكس مكانة القطاع المحاسبي السعودي والتزامه بالمعايير الدولية، مشيراً إلى أن السعودية هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تبنّت كامل معايير الاتحاد الدولي للمحاسبين.

أعلن المغامس عن مبادرة المملكة لإنشاء “مركز المعرفة للمحاسبة والمراجعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، ومقره الرياض، ليكون منصة إقليمية للتعاون وتبادل الخبرات ودعم الابتكار في المهنة. وسيعمل المركز بالشراكة مع الهيئات المهنية والتنظيمية على ترجمة المعايير الدولية، وبناء القدرات المهنية، وإعداد أبحاث لصنّاع القرار، وإتاحة محتوى تدريبي متقدم عبر منصة رقمية.

شهد المنتدى أربع جلسات نقاشية ركزت على الذكاء الاصطناعي، وتقارير الاستدامة، وأخلاقيات المهنة، إضافة إلى مستقبل مهنة المحاسبة في ظل التحولات الكبرى.

في جلسة الذكاء الاصطناعي، شدد المشاركون على ضرورة وضع إطار أخلاقي موحد لاستخدام التقنيات الحديثة في التدقيق والمراجعة، مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تعويض النقص في الموظفين، مع أهمية التزام إدارات الجودة باستخدامه بشكل مسؤول.

أما جلسة تقارير الاستدامة، فأشارت إلى زيادة بنسبة 40% في عدد الشركات التي أفصحت عن استدامتها مؤخراً، مع التأكيد على أهمية التنسيق مع مجتمع الأعمال لتعزيز الشفافية، كما أشاد المشاركون بدور رؤية السعودية 2030 في وضع الاستدامة ضمن أولويات التنمية الاقتصادية في المنطقة.

وفي جلسة الأخلاقيات والحوكمة، ناقش الحضور ضرورة مواءمة التعليم والتدريب مع التطورات السريعة في المهنة، وشددوا على أن تبني المعايير الدولية يتطلب أولاً تطوير المعايير الوطنية لتكون نقطة الانطلاق.

أما جلسة “أثر ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ”، فأكدت أن المهنة تمر بتحول جذري، يستوجب تطوير المهارات الفردية وتبني أدوات رقمية جديدة، مع التركيز على تلبية احتياجات أصحاب المصلحة واستثمار الفرص التقنية.

يأتي هذا المنتدى ضمن جهود الهيئة السعودية لتعزيز موقع المملكة كمركز إقليمي للمعرفة المهنية، ودعم اعتماد المعايير الدولية، وتحقيق الشفافية وجودة التقارير المالية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 نحو اقتصاد متنوع ومزدهر.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف