السرديات الخفية.. كيف تشكّل معتقدات طفلك وسلوكياته مدى الحياة؟

السرديات الخفية.. كيف تشكّل معتقدات طفلك وسلوكياته مدى الحياة؟

في مرحلة الطفولة المبكرة، وخصوصا بين سن الخامسة والسابعة، يبدأ الأطفال في تشكيل سرديات داخلية رئيسة تحدد نظرتهم لأنفسهم، وللآخرين، وللعالم من حولهم. وغالبا ما تصبح هذه المعتقدات المتجذرة أساسا للقرارات المستقبلية، والعلاقات، والسلامة النفسية.

“هذا خطئي”

وبحسب موقع “سايكولوجي توداي” فإن واحدة من أكثر السرديات الضارة شيوعًا هي: “إنه خطئي.” هذه القناعة تنبع من التمركز الطبيعي للطفل حول ذاته، حيث يفترض الطفل أنه سبب الأحداث السلبية، مثل غياب أحد الوالدين، أو الخلافات الأسرية، أو الطلاق. ونظرا لحاجة الطفل إلى رؤية والديه على أنهما مثاليان ليشعر بالأمان، فإنه قد يلوم نفسه لحماية هذه الصورة، حتى وإن كانت الأحداث خارجة عن إرادته.

“أنا سيىء”

سردية ضارة أخرى هي: “أنا طفل سيئ” أو “أنا غير محبوب.” وغالبا ما تتشكل هذه الفكرة نتيجة مشاعر الخزي، خصوصا عندما ينتقد مقدمو الرعاية شخصية الطفل بدلاً من سلوكه. فعبارات مثل: “ما خطبك؟” ترسّخ لدى الطفل اعتقادا بأنه معيب بطبيعته.

“لن يحبني أحد”

كما أن مشاعر الرفض الاجتماعي تسهم في بناء سرديات سلبية مثل: “سوف يتم رفضي”، “لن يحبني أحد”، أو “أنا وحدي.” ويمكن أن تنشأ هذه السرديات من ضعف الترابط العاطفي مع الوالدين، أو نتيجة رفض متكرر من الأقران. وبغض النظر عن السبب، فإن تجربة الطفل تصبح حجر الأساس لهذا الاعتقاد.

 كبت المشاعر

جانب آخر مهم يتعلق بالتعامل مع الغضب. فعندما يتعرض الأطفال لغضب شديد أو غير متوقع من الوالدين، قد يتعلمون أن “الغضب ليس آمنا” أو أن “الغضب يدمّر العلاقات.” وكنتيجة لذلك، قد يكبتون غضبهم أو يتجنبون الصراع بأي ثمن.

وبالمثل، إذا كان مقدمو الرعاية لا يتحكمون في عواطفهم بشكل جيد، قد يعتقد الطفل أن “المشاعر مخيفة أو مربكة”؛ ما يؤدي إلى كبت المشاعر والخوف من الضعف.

احتياجاتي غير مهمة 

وعندما لا تُلبى احتياجات الطفل بانتظام، سواء بسبب انشغال الوالدين أو ظروف أسرية، فقد يكوّن الطفل اعتقادا مفاده أن “احتياجاتي غير مهمة.” وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي هذا إلى إهمال الذات أو الاعتماد المفرط على الآخرين.

السيطرة

وأخيرا، يتبنى بعض الأطفال سردية تقول: “إذا سيطرت على كل شيء، فلن أشعر بالخوف.” وهذا الاعتقاد ناتج عن مشاعر مبكرة بالعجز، وقد يؤدي إلى الإفراط في الاستقلالية أو السلوكيات التحكمية لاحقا في الحياة.

وفي النهاية، يؤكد خبراء الصحة النفسية أن فهم هذه السرديات التي تتشكل في الطفولة يُعدّ أمرا أساسيا لمعالجة التحديات النفسية والعاطفية في مرحلة البلوغ.
 
 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف