السعودية ترخص لبنك رقمي جديد.. خطوة تقنية أم إعادة رسم لموازين الثروة؟

تشهد الساحة المصرفية في السعودية تطورًا جديدًا مع الإعلان عن ترخيص بنك رقمي جديد، ضمن توجه المملكة نحو تعزيز الخدمات المالية الرقمية وتوسيع فرص الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، الخطوة تفتح الباب أمام نقاش واسع حول ما إذا كانت مجرد تطور تقني طبيعي لمواكبة الثورة الرقمية، أم أنها تحمل أبعادًا اقتصادية أعمق تعيد رسم ملامح الثروة داخل السوق السعودي.
صدور موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لبنك رقمي جديد
وكشف البنك المركزي السعودي «ساما»، عن صدور موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لبنك رقمي جديد يرصده تحيا مصر باسم (آيزي بنك EZ Bank)، برأس مال يبلغ 2.5 مليار ريال.
إجمالي عدد البنوك المرخصة في المملكة 39 بنكًا
وأصبح إجمالي عدد البنوك المرخصة في المملكة 39 بنكًا، منها 15 بنكًا محليًا، و24 فرعًا لبنك أجنبي، مما يعكس قوة ومتانة وجاذبية القطاع المصرفي بشكل خاص، والاقتصاد السعودي بشكل عام.
وأقر مجلس الوزراء السعودي أمس الثلاثاء، قيام وزير المالية بإصدار الترخيص اللازم لبنك «آيزي بنك».
إطلاق بنك رقمي في السوق السعودي ضافة جديدة للقطاع المصرفي
ولا يقتصر إطلاق بنك رقمي في السوق السعودي على كونه إضافة جديدة للقطاع المصرفي، بل يمثل نقلة نوعية في طريقة تقديم الخدمات المالية، من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية المتكاملة. وجود بنك تقني يعزز من كفاءة المعاملات، ويوفر خيارات أوسع للأفراد والشركات، خاصة في ما يتعلق بالمدفوعات الإلكترونية، التمويل السريع، وخدمات الادخار والاستثمار المبتكرة. كما يسهم في جذب جيل الشباب الأكثر انفتاحًا على التكنولوجيا، ويعزز الشمول المالي بما يتماشى مع مستهدفات “رؤية السعودية 2030”.
كما أن وجود بنك رقمي يفتح المجال أمام تقليص الاعتماد على الفروع التقليدية وما يرتبط بها من تكاليف تشغيلية مرتفعة، ما ينعكس على تقديم خدمات مصرفية بتكلفة أقل وسرعة أكبر. كذلك يتيح هذا التوجه خلق بيئة تنافسية جديدة تدفع البنوك التقليدية إلى تطوير حلولها الرقمية، الأمر الذي يساهم في رفع جودة الخدمات المالية بشكل عام، ويضع السعودية في موقع متقدم ضمن خريطة الابتكار المصرفي عالميًا.
إلى جانب ذلك، يساهم البنك الرقمي في تعزيز الشمول المالي من خلال استقطاب فئات لم تكن تتعامل مع البنوك التقليدية، مثل صغار التجار أو الشباب الذين يفضلون الحلول السريعة عبر التطبيقات الذكية بدلًا من الإجراءات الورقية المطولة. هذا التطور يفتح آفاقًا أوسع لتحريك السيولة داخل الاقتصاد، ويمنح الشركات الناشئة خدمات مصرفية مرنة تتناسب مع طبيعة أعمالها الرقمية، بما يدعم الابتكار ويعزز مكانة السعودية كمركز مالي وتقني إقليمي.
نقلاً عن: تحيا مصر