السعودية تستضيف أول كأس عالم للسيارات الهيدروجينية بمدينة القدية

على مدار ثلاثة أيام، استضافت المملكة العربية السعودية، أول كأس عالم للسيارات الهيدروجينية “إكستريم إتش”، في مدينة القدية، وتُوّج بلقبها فريق “جميل سبورت” السعودي، بعد منافسة في النهائي ضمت 8 سيارات.
الفرق تنافست بشكل متوازٍ على مسار يبلغ طوله 532 متراً في سباقات فردية، وتُستخدم في السباق السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين لإثبات جدوى الهيدروجين كمصدر طاقة نظيفة في رياضة السيارات.
تستهدف مدينة القدية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، عبر مبادرات تشمل إعادة استخدام 100% من مياه الصرف، وبنية تحتية للطاقة المتجددة، وتوفير محطات شحن للسيارات الكهربائية في 80% من المواقف.
مركز الطاقة
يرى علي راسل، المدير الإداري لكأس العالم “إكستريم إتش”، أن هذه الصناعة قادرة على تحقيق نمو حقيقي، بفضل استثمار المملكة العربية السعودية فيها.
قال راسل في مقابلة مع “الشرق”: “السعودية مركز الطاقة في العالم. تطوير الهيدروجين هنا أمر بالغ الأهمية، وهذه الصناعة قادرة على تحقيق نمو حقيقي. فالمملكة محظوظة للغاية لأنها تمتلك كمية هائلة من الطاقة المتجددة على شكل طاقة شمسية وطاقة رياح. وما يمكننا فعله هو تخزينها في الهيدروجين. والهيدروجين هو ما نسميه العنصر السحري”.
الاستثمارات في الطاقة المتجددة ضمن رؤية “السعودية 2030” تحظى بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يُعدّ أحد الرعاة الرئيسيين للبطولة، بحسب ما أوضح راسل.
أضاف: “الصندوق يقدم لنا دعماً هائلاً من حيث الاستثمار، وفي جانب التوجيه وإدارة الأعمال، ودعماً كبيراً أيضاً من حيث الترويج لرسالتنا هنا، ومن حيث ضمان قدرتنا على سرد قصتنا. كنا في مدارس المملكة هنا في الرياض هذا الأسبوع مع فتيات وفتيان نتحدث عن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. فنحن نحاول زيادة جاذبية هذه المواد بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة”.
خطط مستقبلية
تخطط “إكستريم إتش” للتوسع في مختلف دول العالم، لنشر مفهوم الطاقة النظيفة في سباقات السيارات، وفقاً للمدير الإداري لكأس العالم، إلا أن السعودية ستستمر في استضافة السباق في مدينة القدية لأربع سنوات أخرى مقبلة.
قال راسل: “يمكن نقل النموذج إلى مواقع أخرى في العالم. فنحن سنقيم نهائي كأس العالم هنا في السعودية. هذه هي عاصمة الطاقة في العالم، وهي عاصمة الطاقة المستقبلية في العالم، وعلينا أن نبحث عن حلول تكنولوجية تناسب عالم الغد. وهذا ما يجعل الأمر مثيراً للغاية هنا”.
وأضاف: “المملكة ستظل على الدوام المركز الأساسي لعملياتنا”.
5 سنوات للانتشار
توقع محمد خيري جان، مسؤول الهيدروجين في شركة “عبد الله هاشم للغازات والمعدات الصناعية”، أن يكون هناك انتشار ملموس، في استخدام السيارات الهيدروجينية خلال السنوات الخمس القادمة، موكداً على أنه لا تزال الأولوية للخيارات المعتادة من ناحية الوقود في الوقت الحالي.
جان قال في مقابلة مع “الشرق” : “أتوقع خلال 5 سنوات أن نجد تطوراً ملموساً مع انتشار المحطات والمركبات في وجود استثمارات تحدث حالياً في المملكة من خلال صندوق الاستثمارات العامة. فهذا سيسهم بشكل كبير في هذا الانتشار مع حرص المملكة على دعم الطاقة النظيفة والأمان وانبعاثات الكربون”.
تابع: “هذا الحدث يثبت أن الهيدروجين ليس فقط آمناً لكنه فعّال أيضاً، وهو خطوة كبيرة نحو الانتشار في ظل وجود الخيارات الأخرى من وقود السيارات. يُعدّ الهيدروجين أمراً حديثاً، لكن هناك توجهاً نحو دعم البنية التحتية للسيارات الهيدروجينية”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج