السعودية تقدم منحة 1.65 مليون برميل من النفط إلى سوريا

قدمت المملكة العربية السعودية منحة نفطية قدرها 1.65 مليون برميل إلى الجمهورية العربية السورية، في خطوة تستهدف المساهمة في حلحلة أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد، ودعم مرحلة إعادة البناء في القطاعات الحيوية.
ووقّع الاتفاق كل من سلطان بن عبد الرحمن المرشد، الرئيس التنفيذي لـ”الصندوق السعودي للتنمية”، ومحمد البشير، وزير الطاقة والثروة المعدنية في سوريا، خلال مراسم رسمية جرت يوم الخميس، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
دعم مباشر لتشغيل المصافي السورية
وذكرت الوكالة أن المنحة تأتي بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و”تُسهم في تعزيز تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية، لدعم تنمية الاقتصاد ومواجهة التحديات الاقتصادية في سوريا”.
كما تهدف الخطوة إلى دعم الجهود الوطنية والدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال توفير إمدادات الطاقة التي تشكل عنصراً أساسياً في تشغيل الخدمات العامة، وتحفيز الصناعات، والنقل، والقطاعات الحيوية الأخرى.
تُعد هذه الخطوة امتداداً للدعم الذي قدمته الرياض في عدة ملفات إنسانية واقتصادية في سوريا خلال الأشهر الماضية، في سياق سعي المملكة إلى دفع مسار التعافي وإعادة الإعمار في الدولة التي خرجت من أكثر من عقد من الحرب والصراعات.
عجز الكهرباء بسوريا
تعاني سوريا من عجز كهربائي يصل إلى نحو 80% من احتياجاتها الفعلية، نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بمحطات التوليد خلال سنوات الحرب، إضافة إلى نقص الوقود اللازم لتشغيلها.
لمعاجلة معضلة الوقود للمدى القصير، وحتى المتوسط، قبل استعادة إنتاج الغاز المحلّي لعافيته، تعوّل البلاد على خطوط النقل من جيرانها، لاسيما تركيا التي وصف وزير الطاقة السوري محمد البشير الخط القادم منها بأنه “شريان حيوي” حيث سيمرّ عبره 3.4 مليون متر مكعب من الغاز الأذربيجاني يومياً، بعد التوصل لاتفاق بين البلدان الثلاثة في 12 يوليو، بتمويل قطري، بما يتيح للبلاد توليد ما بين 700 إلى 900 ميغاواط من الكهرباء، ويرفع عملياً ساعات التغذية إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات يومياً لحوالي 5 ملايين مواطن.
كما أكملت سوريا عملية تأهيل الخط مع الأردن، وتجري محادثات بشأن شراء الغاز وتغويزه بميناء العقبة في الأردن، وضخّه عبر هذا الخط، من دون إعطاء تفاصيل بشأن الكميات أو الأطراف التي يتم إجراء المحادثات معها. وتسعى الحكومة لمعالجة هذه الفجوة عبر شراء الغاز ونقله إلى سوريا عبر خطوط أنابيب تصلها بتركيا والأردن، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المحلي.
اتفاقات بقطاع الطاقة بين الرياض ودمشق
تأتي المنحة إثر توقيع شركات سعودية اتفاقية و6 مذكرات تفاهم مع وزارة الطاقة السورية، وذلك على هامش مشاركة المملكة في معرض دمشق الدولي الشهر الماضي.
شمل ذلك توقيع شركة “أكوا باور” السعودية اتفاقية مع وزارة الطاقة السورية لإجراء الدراسات اللازمة لتطوير مشروعات في مجال الطاقة المتجددة، تشمل إنشاء محطات للطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 1000 ميغاواط، ومحطات لطاقة الرياح بقدرة 1500 ميغاواط.
وفي قطاع الكهرباء، وقّعت “الشركة السعودية للكهرباء” مذكرة تفاهم لتطوير مشروعات توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها، وتقديم الدعم الفني والاستشاري، فيما وقّعت شركة “كهرباء السعودية لتطوير المشروعات” مذكرة تفاهم تتعلق بالمجالات الهندسية والاستشارية، ومشروعات محطات النقل والتوزيع الكهربائي.
تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة وسوريا تطوراً سريعاً في مختلف المجالات، خصوصاً في قطاع الطاقة، حيث وقع وزيرا الطاقة في البلدين مذكرة تفاهم في الرياض أواخر يوليو الماضي لتشجيع التعاون في البترول والغاز، والبتروكيماويات، والكهرباء والربط الكهربائي، والطاقة المتجددة.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج