الطروحات الثانوية بالإمارات 5 مليارات دولار متجاوزة الأولية

كثفت الشركات في الإمارات العربية المتحدة طروحات الأسهم الثانوية في الأسابيع الأخيرة، لتقترب حصيلتها من 5 مليارات دولار هذا العام متجاوزة حجم الطروحات الأولية.

تعكس هذه الطفرة مساعي الشركات لتوسيع قاعدة المستثمرين، وتعزيز فرص إدراجها في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية، وفقاً لمصرفيين. ساعد ارتفاع مؤشر أبوظبي القياسي بنسبة 6% هذا العام وصعود سوق دبي بنسبة 15% في جذب المستثمرين الدوليين.

تقلص شركة “مبادلة للاستثمار”، المملوكة لأبوظبي، حصتها في شركة الاتصالات “دو” المدرجة في دبي عبر صفقة تُعقد على مدار أيام قد تجمع ما يصل إلى 920 مليون دولار. وتعهد صندوق الثروة السيادي أيضاً بالاكتتاب بكامل حصتها المستحقة في إصدار حقوق مقبل بقيمة 1.7 مليار دولار في بنك أبوظبي التجاري، حيث تمتلك “مبادلة” الحصة الأكبر في البنك بنحو 61%.

اقرأ المزيد: مبادلة تسعى لجمع 3.4 مليار درهم من بيع حصة إضافية في “دو” 

طروحات في أبوظبي

كما طرقت جهات حكومية أخرى في أبوظبي أسواق الأسهم في الأسابيع الماضية، إذ جمعت شركة الذكاء الاصطناعي الرئيسية في الإمارة “جي 42” (G42) نحو 100 مليون دولار من بيع أسهم في شركة “بريسايت إيه آي هولدينغ” (Presight AI Holding Plc)، فيما حصلت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) على 317 مليون دولار من خلال خفض حصتها في ذراعها اللوجستية في ثاني عملية بيع هذا العام.

طالع المزيد: أدنوك تعزز زخم الطروحات الثانوية في الإمارات بـ317 مليون دولار

قال ماجد المسماري، رئيس  الأنشطية المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “جيفريز فاينانشال غروب” (.Jefferies Financial Group Inc)، التي ساعدت في ترتيب صفقة “بريسايت”: “شهية المستثمرين الدوليين آخذة في الارتفاع، مما دفع الكيانات المرتبطة بالحكومة في الإمارات إلى الاستفادة من ذلك عبر جني المال من خلال طروحات أسهم ثانوية”.

مع صفقة “دو”، تقترب قيمة الاكتتابات الثانوية في الإمارات من 4.75 مليار دولار هذا العام، أي نحو ثلاثة أضعاف الحجم المسجل في عام 2024، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى البائعين المرتبطين بالحكومة. في المقابل، جُمِع فقط 905 ملايين دولار عبر الطروحات العامة الأولية.

رغم ذلك، تبقى الأرقام ضئيلة نسبياً مقارنة بالأسواق العالمية. فقد بلغت الطروحات الثانوية في الولايات المتحدة هذا العام نحو 235 مليار دولار، وفي لندن 15.7 مليار دولار رغم ركود الطروحات العامة الأولية، وفي هونغ كونغ 6.3 مليارات دولار، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ”.

اقرأ أيضاً: زخم متوقع للطروحات في الإمارات حتى نهاية 2025

ضغوط الطروحات الثانوية

أضافت موجة المبيعات الثانوية بعض الضغوط البيعية على السوق بشكل عام، إذ يخصص المستثمرون السيولة للمشاركة في الصفقات، بحسب أحمد كمال، مدير المحافظ في “أزيموت” (Azimut). في الوقت نفسه، تراجعت أسهم “أدنوك للإمداد والخدمات” و”بريسايت” و”دو” بنسبة تتراوح بين 1% و4%.

قال الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في “دو” قيس بن حميدة لـ”تليفزيون بلومبرغ” إن الصفقة تهدف إلى تعزيز السيولة، وتجهيز السهم لإدراج محتمل في المؤشرات. وأضاف أن الصفقة حظيت بـ”ردود فعل ممتازة” من جانب المستثمرين الدوليين والمحليين.

من جانبه، توقع براساد تشاري، المدير الإداري الأول لأسواق رأس المال في “الإمارات دبي الوطني كابيتال” (Emirates NBD Capital)، التي ترتب صفقة “دو”، أن تحذو الشركات الخاصة حذو نظيراتها المدعومة من الحكومة.

قال: “الظروف الحالية في السوق توفر فرصاً جذابة للشركات الخاصة التي تتم إدارتها بشكل جيد، سعياً إلى تحسين هيكل رأس المال وزيادة السيولة”.