العالم يتحد لحماية رئة الأرض الزرقاء وسط غياب أمريكي ملحوظ


في لحظة حاسمة لمستقبل المحيطات، انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية، بمشاركة نحو 60 من قادة الدول والحكومات، وأكثر من 10,000 مشارك من منظمات دولية ومجتمع مدني وعلماء، تحت شعار “تسريع العمل وتعبئة جميع الفاعلين لحماية المحيطات”.

أهداف طموحة وخطط تنفيذية في قمة نيس

يهدف المؤتمر، الذي يستمر حتى 13 يونيو، إلى دعم تنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، والمتعلق بالحفاظ على المحيطات والبحار واستخدامها المستدام. من أبرز أولويات المؤتمر:

العمل على استكمال العمليات متعددة الأطراف المرتبطة بالمحيطات لتعزيز حمايتها.

تعبئة الموارد المالية للحفاظ على المحيطات واستخدامها المستدام ودعم تطوير الاقتصاد الأزرق المستدام.

تعزيز ونشر المعرفة المرتبطة بالعلوم البحرية لتحسين صنع السياسات.

ومن المتوقع أن يتوج المؤتمر بـ”خطة عمل نيس للمحيطات”، وهي إعلان سياسي يتضمن قائمة من الالتزامات الطوعية من مختلف الأطراف

غياب أمريكي يثير التساؤلات

في خطوة لافتة، قررت الولايات المتحدة عدم إرسال وفد رسمي للمؤتمر، مما أثار تساؤلات حول التزامها بالقضايا البيئية العالمية، خاصة وأنها تمتلك أكبر مجال بحري في العالم. 
يأتي هذا القرار بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل الماضي عن فتح المجال أمام التعدين في المياه الدولية للمحيط الهادئ، متجاوزًا “السلطة الدولية لقاع البحار”، الهيئة الحكومية الدولية التي لم تنضم إليها الولايات المتحدة لعدم مصادقتها على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

انتقادات داخلية لفرنسا

على الرغم من استضافتها للمؤتمر، تواجه فرنسا انتقادات من منظمات بيئية بسبب سماحها بعمليات الصيد الجائر، مثل الصيد بشباك الجر القاعية، في 98% من مناطقها البحرية المحمية، مما يجعل نسبة الحماية الفعلية لا تتجاوز 0.03%.

تمويل واستثمارات مستقبلية

تسعى فرنسا، بالتعاون مع كوستاريكا، إلى جمع تمويلات تصل إلى 100 مليار دولار لدعم التنمية المستدامة للمحيطات. 
كما سيتم مناقشة مبادرات مثل السندات الزرقاء والتمويل الأزرق لدعم المشاريع البيئية البحرية.

فعاليات موازية لتعزيز الوعي

تتضمن فعاليات مؤتمر نيس أيضًا:

-مؤتمر علوم المحيط الواحد الذي يجمع أكثر من 2,000 عالم لبحث حلول مبتكرة لصحة المحيطات.

منتدى الاقتصاد والتمويل الأزرق في موناكو، بمشاركة قادة دول وشركات ومؤسسات مالية.

احتفالات اليوم العالمي للمحيطات في 8 يونيو، تتضمن عروضًا بحرية ومبادرات توعوية.

دعوات للتمويل والعمل الجماعي

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية حشد الجهود الدولية، مشيرًا إلى أن قمة نيس تهدف إلى أن تكون بمثابة اتفاق باريس للمحيطات. 
كما دعا إلى إنشاء إطار قانوني لوقف التعدين في أعالي البحار، محذرًا من المخاطر البيئية المرتبطة بهذا النشاط.

من جانبه، شدد براين أودونيل، مدير حملة من أجل الطبيعة، على أن هناك أموال كافية لحماية المحيطات، لكن ما ينقص هو الإرادة السياسية.

ختام اليوم الأول من قمة نيس

اختتم اليوم الأول من المؤتمر بعشاء رسمي في قصر نيجريسكو، حضره رؤساء الدول والحكومات، وتضمن قائمة طعام من الخضراوات الموسمية والأسماك المتوسطية. 
ومن المتوقع أن تستمر المناقشات خلال الأيام المقبلة، مع التركيز على تعزيز التعاون الدولي لحماية المحيطات وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
مع تصاعد التحديات البيئية، يمثل مؤتمر نيس فرصة حاسمة لتوحيد الجهود الدولية لحماية المحيطات، “رئة الأرض الزرقاء”، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *